أزمة فساد القمح تطيح بوزير التموين المصري

25 اغسطس 2016
وزير التموين المصري، خالد حنفي (الأناضول)
+ الخط -

استقال وزير التموين المصري، خالد حنفي، من منصبه بعد قرار مجلس النواب تحديد يوم الاثنين المقبل موعدا لعرض التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق حول فساد القمح.

وقدم حنفي استقالته، صباح اليوم الخميس، لرئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل.

وقال حنفي، في بيان تلاه على شاشة التلفزيون الرسمي: "أعلن عن تركي موقعي لكي تختار الدولة من يتحمل، ويكمل مسيرة العطاء والإصلاح".

وكانت اللجنة سلمت تقريرها النهائي إلى رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، يوم 17 أغسطس/آب الماضي، ورصدت فيه مجموعة من المخالفات التي تسببت في إهدار أكثر من مليار جنيه من أموال الدعم المخصصة لتوريد القمح في الموازنة العامة، تمهيداً لمناقشته في جلسات البرلمان الأسبوع المقبل.

وجاء تقرير اللجنة في 63 ورقة، واستند إلى نحو 33 ألف مستند في تناوله حجم الفساد الذي اكتشفته اللجنة خلال تسع زيارات ميدانية أجرتها لعشرة مواقع لتخزين القمح، وصل العجز بها إلى نحو 198 ألف طن قمح، بما يعادل 557 مليون جنيه، إضافة إلى ما كشفته الأجهزة الرقابية بنحو 621 مليون جنيه، نتيجة التوريد الوهمي للقمح.

وكشف التقرير عن حدوث عمليات تزوير لتوريد للأقماح على "الأوراق الدفترية"، نتيجة خلط الصوامع للقمح المحلي (المدعوم) بالمستورد (الأقل سعراً)، وحصول أصحابها على الدعم المقدم للفلاح، ما سبب فجوة كبيرة بين الدعم المقدم لمنظومة الخبز، والمستحقين الفعليين للدعم.

وسجلت وزارة التموين المصرية نحو 83 مليون مواطن "مستفيد" من منظومة القمح، في حين لا يكفي إجمالي الإنتاج المسجل من مخزون القمح سوى 55 مليون مواطن، إذ أشار التقرير إلى حدوث عمليات "طحن وهمي" للقمح، وتحصيل الدعم المقدم لأصحاب المنظومة من خلال الكروت الذكية، دون أن يصل إلى المواطنين.

ورصد التقرير تجاوزات تمثلت في سوء التخزين، بسبب عدم توصيل الحكومة للكهرباء إلى الصوامع والشون، وتشغيل شبكة تخزين القمح، ما أدى إلى العمل بالشون الترابية، وما نتج عنها من تلف للأقماح المخزنة.

وتضمن التقرير عدداً من التوصيات، أهمها تحميل وزير التموين خالد حنفي المسؤولية السياسية عن إهدار المال العام، وتقديم الدعم مباشرة إلى الفلاحين بعيداً عن أصحاب الشون والصوامع، فضلاً عن محاسبة كافة المسؤولين بالصوامع التي زارتها اللجنة، وإبلاغ النائب العام بما تم كشفه من وقائع فساد.

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.