ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنه "إذا لم يحصل على تمويل جديد بصفة عاجلة، قد يضطر في شهر يوليو/ تموز المقبل، إلى تعليق قسائم المساعدات الغذائية التي يقدمها إلى نحو 150 ألف شخص في غزة والضفة الغربية، ومعظمهم من النساء والأطفال".
وأوضح البرنامج الأممي في بيان، أنه يحتاج على وجه السرعة إلى 6.6 ملايين دولار أميركي لتقديم المساعدات الغذائية من خلال القسائم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى أفقر الأسر من غير اللاجئين في غزة والضفة الغربية.
وقالت الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين، دانييلا أوين، "تعليق مساعدتنا الغذائية ستكون له عواقب وخيمة على أفقر الناس الذين يعانون صعوبات مستمرة لم تظهر أي علامات على قرب انفراجها". وأضافت "إن كل دولار يعني درء الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يترتب عليها آثار مدمرة على الأمن والاستقرار".
وقد أدت أزمة الطاقة إلى تآكل القوة الشرائية للناس وزيادة أسعار السلع الأساسية. ويقع التأثير الأكبر على الأسر الأشد فقراً، ومن بينها الأسر التي يساعدها برنامج الأغذية العالمي. ولم تعد الخدمات الحيوية في غزة، مثل الصحة والمياه والصرف الصحي، متاحة بعد إغلاق المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء.
ويساور برنامج الأغذية العالمي قلق بالغ إزاء احتمال توقف مساعداته الغذائية إلى 92 ألف شخص في غزة، والتي يقدمها بالشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية ومنظمة "مجتمعات عالمية"، المنظمة الدولية غير الحكومية، وفق البيان.
وتسمح قسائم برنامج الأغذية العالمي للأسر بشراء ما يكفي من الأطعمة المغذية والمنتجة محلياً بمبلغ 10.30 دولارات أميركية لكل شخص شهرياً.
ووفق البيان، فسيؤدي انقطاع مساعدات البرنامج إلى تقويض الأمن الغذائي، وتعميق الظروف المعيشية القاسية لأفقر الأسر التي يعيش معظمها على أقل من 3.20 دولارات في اليوم.
وفي الضفة الغربية، حيث يقدم برنامج الأغذية العالمي قسائم إلى 57 ألف شخص بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، لا يزال النمو الاقتصادي البطيء والقيود المفروضة على تنقل الناس والسلع، يحدان من فرص العمل. وبما أن الغذاء يمثل أكثر من نصف ميزانية الفئات الضعيفة في هذه المناطق، فإن المساعدات التي يقدمها البرنامج بالغة الأهمية.
ويُعزى انعدام الأمن الغذائي في فلسطين إلى ارتفاع معدلات البطالة، وإلى القدرة المحدودة على شراء الأغذية، واليوم، يحتاج أكثر من ربع عدد السكان الفلسطينيين (نحو 1.6 مليون شخص) إلى مساعدات غذائية. وفي غزة، حيث يتجاوز معدل البطالة 40 في المائة، يحتاج أكثر من 46 في المائة من السكان إلى مساعدات غذائية.
وخلال الربع الأول من عام 2017، قدم برنامج الأغذية العالمي، من خلال القسائم والتوزيعات المباشرة، مساعدات غذائية إلى ما يقرب من 480 ألفاً كل شهر، وجاء أكثر من 40 في المائة منها من خلال القسائم الغذائية.
ومنذ عام 2011، ضخ برنامج الأغذية العالمي أكثر من 146 مليون دولار أميركي في الاقتصاد الفلسطيني من خلال القسائم، من بينها 63 مليون دولار أميركي في غزة. وكان لقسائم البرنامج أثر اقتصادي إيجابي، ما أدى إلى زيادة المبيعات والاستثمارات، مع خلق فرص عمل في قطاعات التجزئة والألبان والزراعة.