لكن مجزر مدينة كمبالا المتعطش للطاقة، إذ غالباً ما يتعطل العمل فيه بسبب الانقطاع اليومي للكهرباء الذي قد يستمر 12 ساعة، ما يجبرها على الاعتماد على المولدات الملوثة للجو التي تعمل بوقود الديزل وتحتاج إلى أموال طائلة لتشغيلها.
كذلك يواجه المجزر أيضاً مشاكل كبيرة في تصريف ما تخلفه عمليات النحر من دماء وغيرها، ما دفع المسؤولين المحليين إلى التفكير في استغلال هذه المخلفات لإنتاج وقود حيوي.
ومن المنتظر أن ينطلق هذا المشروع في وقت لاحق من الشهر الجاري، وذلك بالموازاة مع انطلاق مشروعين مماثلين في كل من تنزانيا وإثيوبيا.
وتتولى الوكالة السويدية للتعاون الدولي للتنمية تمويل هذا المشروع، الأول من نوعه في أوغندا، من خلال شبكة تجديد الموارد الحيوية لشرق أفريقيا (بيو إنوفيت)، والذي يهدف إلى توفير التدريب والتكنولوجيا لعدد من الدول الأفريقية لمساعدتها على توليد الطاقة النظيفة وتوفير الكهرباء وخفض الانبعاثات الغازية المسببة لتغير المناخ.
ولتحويل مخلفات علميات النحر إلى وقود حيوي، توضع بداية في وحدة تتولى عملية التخمير التي يتولد عنها غاز الميثان الذي يجمع عندئذ ويحرق لإنتاج الكهرباء.
وتعتزم هذه المنشأة استغلال الغاز الحيوي، الذي تنتجه في تشغيل المولد الخاص بها.
ومن بين المميزات الأخرى الصديقة للبيئة في المشروع، أنه يستعين بالألواح الشمسية لتسخين المياه ورفع درجة الحرارة داخل معدات هضم المخلفات، من أجل إنتاج غاز الميثان القابل للاحتراق.
وقال نسوبوجا محمد، سكرتير مجزر مدينة كمبالا: "ننفق الآن 300 ألف شلن أوغندي (105 دولارات) شهرياً على الديزل بدلا من 3.5 ملايين شلن (1200 دولار)، لأن المولد يعمل الآن بالغاز الحيوي خلال انقطاع التيار الكهربائي".
من جهته، قال آلان ليافوجا، مدير مشروع (بيو إنوفيت)، إنه بالاستعانة بتمويل الوكالة السويدية للتعاون الدولي للتنمية، وحجمه 275 ألف دولار، يأمل مؤيدو المشروع في تعميمه في مناطق أخرى في اوغندا.
كما أكد رونالد كاجوا، خبير اقتصاديات البيئة في الهيئة القومية للإدارة البيئية في أوغندا، أن بلاده "دولة فقيرة في مصادر الطاقة ولا يتاح لنسبة 95% من منازل الريف الحصول على الكهرباء".
وقال مسؤولون إنه إذا تمكنت البلاد من تحويل المزيد من المخلفات ومياه الصرف الصحي إلى غاز حيوي فستقترب من تحقيق أهدافها في التحول إلى مصادر طاقة صديقة للبيئة، علاوة على الحد من قطع الأشجار.