ثمة أزمة كبرى منسية تتعلق بالمياه في اليمن، الذي يعيش أزمة سياسية يعاني منها حالياً، بعد انقلاب الحوثيين على الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، (المنتخب عام 2012 عقب ثورات الربيع العربي)، إضافة إلى العملية العسكرية، التي يشنها تحالف عربي ودولي بقيادة المملكة العربية السعودية، لإنقاذ حكومة هادي.
أضافت صحيفة "ذي غارديان"، في تقرير نشرته اليوم، إلى أن 50 في المائة من الشعب اليمني (13 مليوناً) يعانون يومياً من نقص المياه النظيفة للشرب أو الزراعة، لذا يعيش ما يقرب من 14.7 مليون يمني حاليا على المساعدات الإنسانية.
وأضاف التقرير: لطالما عانى اليمن من أزمة مياه إلى حد ما، ولكن الوضع ازداد سوءاً نتيجة للزيادة السكانية والإدارة السيئة لموارد المياه، فبدلاً من جمع مياه الأمطار وتخزينها، أصبح استخراج المياه الجوفية هو الأساس. وبالتالي فلا أحد يعلم كم تبقى منها، في حين تشير بعض التوقعات إلى أن المياه ستنفد من العاصمة اليمنية صنعاء خلال 10 سنوات أو حتى بحلول عام 2017.
وتحصل نسبة ضئيلة فقط من العائلات اليمنية على إمدادات المياه البلدية، ولا توفر الشركات الحكومية المياه سوى لبعض البيوت في المدن الكبرى، بينما يعيش 70 في المائة من اليمنيين في المناطق الريفية.
وحتى في العاصمة صنعاء، تصل إمدادات المياه إلى 40 في المائة فقط من البيوت، هذا إذا حالفهم الحظ ووصلتهم المياه عبر الصنابير أكثر من مرتين أسبوعيا. وتقدر نسبة المياه المهدرة، نتيجة للتسريبات الناجمة عن قِدَم شبكة الأنابيب، بحوالى 60 في المائة.
اقرأ أيضاً:
اليمن ... تترقب "الجفاف"
يقول كريستوفر وارد، مؤلف كتاب "أزمة المياه في اليمن: إدارة نقص المياه الحاد في الشرق الأوسط"، إن توزيع المياه غير عادل، حيث "لا يحصل على إمدادات المياه سوى الأغنياء وأصحاب الفيلات، بينما يضطر سكان العشوائيات إلى شراء المياه من الخزانات مقابل 10 أضعاف الثمن".
وتفيد إحصائيات الأمم المتحدة أن سوء التغذية والأمراض الناجمة عن نقص المياه تؤدي إلى وفاة 14 ألف طفل يمني، دون سن الخامسة، كل عام.
يقول غسان ماضية، مسؤول المياه السابق في منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة، إن اليمنيين غاضبون على السياسيين ومن يديرون الموارد المائية، كما يلقون باللوم على الحكومة بسبب نقص التمويل والإدارة السيئة وفشلها في توفير الدعم المناسب لمشاريع المياه.
وقد أشار تقرير في صحيفة الثورة الحكومية إلى أن حوالى 70-80 في المائة من الصراعات في المناطق الريفية سببها المياه، ويقول وزير الداخلية اليمني إن 4 آلاف يمني يقتلون كل عام بسبب الصراع على الأراضي والمياه.
ويشير كريستوفر وارد إلى أن حل أزمة المياه يكمن في العودة إلى جمع مياه الأمطار، بعد أن توقف ذلك بسبب حفر الآبار العميقة، التي تستنفد المياه الجوفية. وأضاف أن الحل يتضمن أيضاً بناء سدود جديدة وتحسين أساليب تنقية المياه.
وهناك حلول أخرى مقترحة، من بينها الانتقال إلى المدن الساحلية وجمع مياه الأمطار من الجبال، ولكنّ هناك أمراً واحداً مؤكداً، وهو أن المنتصر في الصراع السياسي الحالي، أياً كان، سيواجه مهمة كبرى لإيجاد حلول لأزمة المياه بمجرد توليه الحكم.
اقرأ أيضاً:
السوق السوداء تتسرب لمياه اليمن بعد اشتعال أزمة السولار
المطر.. بهجة اليمن
ظمأ تعز يحتضن المؤتمر العالمي للمياه