أزمة أوروبا لم تطل تحويلات المغاربة بالخارج

07 يناير 2015
مصرف في المغرب (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

ساهمت تحويلات المغتربين المغاربة العام الماضي في تغذية رصيد النقد الأجنبي والسيولة لدى المصارف، واستمر المغتربون في تحويل مدخراتهم التي تنفع خزانة بلدهم الأصل وأسرهم، رغم الصعوبات التي يواجهونها في بلاد المهجر.

وبلغت تحويلات المغتربين المغاربة في الأحد عشر شهراً من العام الماضي 6 مليارات دولار، مرتفعة بنحو 0.7% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2013.

وتُظهر بيانات مكتب الصرف الحكومي، أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج استقرت في المستوى نفسه خلال الأحد عشر شهراً الأولى من الأعوام الأربعة الأخيرة، حيث حامت حول 54 مليار درهم (6 مليارات دولار).

وكانت تحويلات المغتربين قد بلغت في نهاية 2013، حوالي 6.3 مليارات دولار، حيث تشكل المصدر الأول للعملة الصعبة بالنسبة إلى المملكة، ولتحويلات المغاربة دور حاسم في تغذية رصيد النقد الأجنبي الذي يعول عليه المغرب كثيراً من أجل الحفاظ على توازن الحساب الخارجي الذي يرتهن، بالإضافة إلى التحويلات، بإيرادات السياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ويعيش أكثر من 10% من المغاربة في الخارج. ويستقر 85% من المغتربين بأوروبا، بينما تتوزع النسبة الباقية بين الولايات المتحدة وكندا والبلدان العربية.

وتلعب التحويلات دوراً معتبراً في التوازن الاجتماعي بالمغرب، على اعتبار أن 75% منها توجه لأسر المغتربين في المناطق التي يتحدرون منها، في الوقت نفسه تشكل تلك التحويلات ما بين 25 و45% من الودائع لدى أكبر المصارف بالمغرب، علماً أن ودائع المغتربين تصل إلى 14.2 مليار دولار.

وساد التخوف إبان الأزمة التي طالت أوروبا قبل ستة أعوام، من أن تؤدي إلى تراجع تحويلات المغتربين، الذين عانوا من البطالة في بلدان المهجر، إلا أن التحويلات التي انخفضت في العامين الأولين، سرعان ما استقرت في حدود تستجيب لطموحات الحكومة في المغرب، بالنظر للظروف الصعبة التي كانت تعيشها البلدان التي يوجد بها المغتربون.

ولم يعد المغرب يراهن فقط على التحويلات التي يُنجزها المغتربون، بل أصبح يسعى إلى إغرائهم بالاستثمار في بلدهم، حيث كان أنشأ صندوقاً قبل خمس سنوات لمتابعة مشاريعهم، غير أن النتائج لم تكن في المستوى المطلوب.

وتمول 90% من استثمارات المغتربين المغاربة عبر أموالهم الذاتية، بينما لايزال اللجوء إلى القروض المصرفية ضعيفاً.

وتشير بيانات حكومية إلى أن الأصول العقارية تجتذب أكثر المغتربين، حيث يرصدون لها 70% من استثماراتهم، فيما لا تحظى السياحة والصناعة سوى بنحو 20%.

وتعوّل حكومة عبدالإله بنكيران على إقبال كبير من مواطنيها المقيمين بالخارج، خصوصاً في الدول الأوروبية، التي سبقت المغرب إلى الانفتاح على الصيرفة الإسلامية.

ويرى خبراء أن المهاجرين المغاربة يتيحون أيضاً آفاقاً واسعة لنمو المصارف الإسلامية بالمملكة، خصوصاً في مجال تمويلات العقار.

المساهمون