لم نعِ بعد، نحن اللبنانيين، الواقع الذي نسير إليه. نعتناه بمجموعة أوصاف غير مستحبة. انهيار وهاوية وحضيض. بعضٌ من فيض، لكنّ هذه الأشباح بعيدة عنا. كما نسمع عن أشخاص لا نعرف أسماءهم وقد أصيبوا بفيروس كورونا، نسمع عن آخرين أصبحوا بلا عمل. مهلاً، هذا لن يحدث معنا. الهمّ والانهيار سيُلاحقان فقط أولئك المعرضين للخطر، أما نحن ففي أمان. ندّعي أننا قادرون على الصمود والتكيّف مع الواقع المجهول الذي نردّد يومياً أنه سيكون سيئاً. مشكلتنا الوحيدة أنّ الحياة لم تعد تمهّد لنا ما سيحدث. فجأة، وجدنا أنفسنا في خضمّ كورونا. كان بعيداً، في الصين. كيف حدث وبات بيننا، أو بينهم، أولئك الذين نظنهم بعيدين عنا؟
ثمّ لماذا قد نُصاب بكورونا؟ ولماذا قد تُتهدَّد أرزاقنا؟ حسناً، سنقول إنّنا في أمان صحي واقتصادي... حتى اللحظة. وجب ذكر اللحظة هنا، لأنّنا لا نضمن ما تُخبّئه اللحظة التي تليها. لم يكن الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلد يبشّرنا بما هو جميل أو حيوي. لكنّ القشور، مهما كانت تافهة أو سطحية، تبدو هرباً من الضغوط التي تحيط بنا هنا وهناك. هذه القشور ستختفي تماماً.
نساء كثيرات كنّ يعتنين بأظافرهن لأسباب عدة. إضافة إلى الجمال، ثمّة حاجة إلى تدليل النفس. ثمّة من يعتني بتفاصيلهن ومن سيمنحهن بعض الوقت للتفكير في اللون الذي سيخترنه... لا شيء غير ذلك اللون. بعض هؤلاء يتمنين لو أنّ الأمر يستغرق وقتاً أطول. ما أجمل أن يكون جلّ ما تفكر فيه امرأة في صالون تجميل هو لون الطلاء الذي يناسب بشرتها، والتنسيق بين أظافر يديها وقدميها. ثمّ تخرج من المحل وكأنّ أحدهم قد لوّن روحها. تحمل أصابعها بتأنٍّ خشية أن يصيبها أيّ مكروه. هذه لحظتها التي لا تريد لأحد أن يخرّبها.
الملابس التي تبدلها النساء هي ملوِّنات للأرواح أيضاً. شخصيات يحاولن أن يكنّها، ليس إهمالاً أو خجلاً من أنفسهن، بل رغبة في أيّ تغيير، أو الابتعاد عن تفاصيل حياتية مرهقة.
اقــرأ أيضاً
لن تعود هذه التفاصيل مقدوراً عليها بالنسبة إلى الكثيرات. الأولوية هي لتأمين الطعام وأقساط المدارس. كلّ ما عدا ذلك لا قيمة له. يمكن الاستغناء عنه أو تكريم أنفسنا ببعض القشور في أوقات متباعدة، إذا ما تمكنا من ضبط مصاريفنا. قلنا سابقاً إنّ الحياة ما بعد كورونا لن تعود كما قبلها. لكن في لبنان، وحتى مع زوال كورونا، سنعيش واقعاً اقتصادياً مختلفاً تماماً. ستضيق خياراتنا وسنخلق أنماطاً جديدة. سيكون علينا أن نعتاد تفاصيل جديدة. وهذا قد لا يبدو صعباً للغاية. تبقى مشكلة واحدة، هي أنّ أرواحنا لم تعد قادرة على التأقلم مع المتغيرات السريعة... بل السريعة جداً.
ثمّ لماذا قد نُصاب بكورونا؟ ولماذا قد تُتهدَّد أرزاقنا؟ حسناً، سنقول إنّنا في أمان صحي واقتصادي... حتى اللحظة. وجب ذكر اللحظة هنا، لأنّنا لا نضمن ما تُخبّئه اللحظة التي تليها. لم يكن الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلد يبشّرنا بما هو جميل أو حيوي. لكنّ القشور، مهما كانت تافهة أو سطحية، تبدو هرباً من الضغوط التي تحيط بنا هنا وهناك. هذه القشور ستختفي تماماً.
نساء كثيرات كنّ يعتنين بأظافرهن لأسباب عدة. إضافة إلى الجمال، ثمّة حاجة إلى تدليل النفس. ثمّة من يعتني بتفاصيلهن ومن سيمنحهن بعض الوقت للتفكير في اللون الذي سيخترنه... لا شيء غير ذلك اللون. بعض هؤلاء يتمنين لو أنّ الأمر يستغرق وقتاً أطول. ما أجمل أن يكون جلّ ما تفكر فيه امرأة في صالون تجميل هو لون الطلاء الذي يناسب بشرتها، والتنسيق بين أظافر يديها وقدميها. ثمّ تخرج من المحل وكأنّ أحدهم قد لوّن روحها. تحمل أصابعها بتأنٍّ خشية أن يصيبها أيّ مكروه. هذه لحظتها التي لا تريد لأحد أن يخرّبها.
الملابس التي تبدلها النساء هي ملوِّنات للأرواح أيضاً. شخصيات يحاولن أن يكنّها، ليس إهمالاً أو خجلاً من أنفسهن، بل رغبة في أيّ تغيير، أو الابتعاد عن تفاصيل حياتية مرهقة.