أرقام أولية لعمليات مسح الأضرار وإيعاز بإخلاء عقارات في بيروت

12 اغسطس 2020
الجيش يواصل رفع الأنقاض والركام (حسين بيضون)
+ الخط -

أكد مصدرٌ في الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، أنّ الجيش بدأ عملية إزالة الركام خارج منطقة الانفجار تمهيداً لإعادة تشغيل مرفأ بيروت وإفساحاً في المجال لوصول البواخر المحمَّلة بالمساعدات.
وأشارت قيادة الجيش، في بيان، إلى أنّ وحداتها تواصل رفع الأنقاض والركام والردميات في بقعة الانفجار في المرفأ وقد باشرت بالموازاة العمل في المنطقة القريبة الأكثر تضرراً الملاصقة لمرفأ بيروت على أن تنطلق بعد ذلك المرحلة الثالثة من عمليات رفع الأنقاض وإزالة ما خلفه انفجار، الثلاثاء الماضي، في المناطق المحيطة الأقل تضرراً.
من جهتها، أشارت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، اليوم الأربعاء، الى أنّ أضرار الأبنية والسيّارات قدّرت حتى الآن بـ3972 مبنى و4214 آلية، وما زال العمل مستمراً حتى مسح جميع الأضرار.
وأعلنت المديرية أنه تم توقيف ما يقارب الأربعين شخصاً مشتبهاً بهم بعمليات سرقة للممتلكات المتضرّرة، كما جرى تشكيل فريق عمل من ضباط ورتباء قسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية بغية توثيق عملية التعرّف على الجثث المجهولة والمفقودين من جراء انفجار مرفأ بيروت. وقد حضر لغاية تاريخه 32 شخصاً لأخذ عينات الحمض النووي (DNA) منهم لمقارنتها وتم التثبت والتعرّف إلى 17 ضحية.
ولا تزال المحصلة لعدد الضحايا والجرحى غير نهائية، ووصلت أمس إلى 171 ضحية وأكثر من 6 آلاف جريح.
في الإطار نفسه، طلب محافظ بيروت، مروان عبود، اليوم الأربعاء، من قيادة شرطة بيروت في قوى الأمن الداخلي الإيعاز لمن يلزم لإخلاء عددٍ من العقارات في منطقتي الرميل والمدوّر، بعدما تبيّن أن الوضع الإنشائي لتلك الأبنية بات يشكل خطراً على شاغليها والمارة وعلى السلامة العامة، ومنع المرور ضمن الشوارع والأملاك العامة المحيطة بها بصورة مؤقتة ولحين التأكد من رفع الخطر.
وكلّف المحافظ شرطة بيروت منع المرور على الأرصفة والفسحات المحيطة بالعقارات المذكورة في تعميم أصدره اليوم وإقفال الطريق أمامها بصورة مؤقتة.
وتسلّم الجيش اليوم حمولة طائرة تبلغ حوالي خمسة أطنان من المساعدات الطبية مقدمة من الدولة الألمانية لصالح الصليب الأحمر اللبناني. 

كما تسلّم حمولة 14 طناً من مادة الطحين مقدمة من مصر وصلت إلى بيروت عبر طائرة مصرية.

كذلك، وصلت الباخرة اليونانية إلى مرفأ بيروت وعلى متنها حوالي 7 أطنان من المواد الطبية والغذائية مقدمة من الجيش اليوناني وحوالي 70 طناً من المواد الطبية والغذائية من الدولة القبرصية وتسلمها الجيش. 

واطلع الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، من قائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير المخابرات العميد أنطوان منصور على المراحل التي قطعتها عمليات البحث والإنقاذ في مرفأ بيروت ورفع الأنقاض وانتشال الضحايا وعمل الفرق العربية والدولية التي أتت لمساعدة الجيش في هذه المهمات التي تشكل أيضاً تنظيف المرفأ.
واطلع أيضاً على مسار عمليات استقبال المساعدات الطبية والغذائية التي ترد إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من دول عربية وأجنبية، وتوزيعها على مراكز الخزن وعلى الجهات المستفيدة منها وفق تنظيم دقيق لضمان وصولها إلى المتضررين والمحتاجين. كما يعمل الجيش على توزيع مساعدات عينية على العائلات المتضرّرة.
كذلك، اطلع الرئيس عون اليوم من وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة، خلال استقباله له في قصر بعبدا على الوضع التمويني في البلاد بعد التطورات التي تلت الانفجار في مرفأ بيروت. وشدد عون على ضرورة العمل من أجل تأمين الأمن الغذائي وتوفير المواد الغذائية ولا سيما منها القمح والخبز ووجوب الاستمرار في ضبط تفلت أسعار السلع ومعاقبة المخالفين الذين يستغلون الظروف الراهنة لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة.
وقال وزير الاقتصاد، إنه في اليوم التالي للانفجار اجتمعت مع أصحاب المطاحن وتأكدت أن لديهم ما يكفي من مخزون إلى شهر، وهناك بواخر محمّلة بالقمح والعلف في طريقها إلى بيروت. وأضاف "لدينا 32 ألف طن من القمح لدى مخازن المطاحن، وهناك بواخر بعضها وصل إلى بيروت والبعض الآخر في طريقه إلينا بمدى أسبوعين محمّلة بنحو 110 آلاف طن ما يعني أن لدينا نحو 140 ألف طن من الآن حتى نهاية الشهر وهي تكفينا لمدة 4 أشهر باعتبار أن استهلاكنا هو بنحو 35 ألف طن في الشهر، كما أن المواطن بحاجة إلى سلع أخرى غير القمح".
وأشار نعمة إلى أنّه اجتمع مع المستوردين وأصحاب السوبرماركت للتأكد من أن لديهم ما يكفي من مخزون من كافة السلع وما يكفي من طلبات خارجية ستصل إلى بيروت، وقام بزيارة مرفأ طرابلس الذي لا تتعدى قدرته الاستيعابية نسبة 30 في المائة شمال لبنان ومرفأ بيروت حيث هناك 12 رافعة من أصل 16 لا تزال تعمل وهناك بعض البواخر التي رست في المرفأ ويتم تفريغها ويقوم التجار بالحصول على بضاعتهم. وتابع "إن برنامج الغذاء الدولي سيؤمن لنا نحو 17 ألف طن من الطحين على أن يتم توزيعها بمساعدة الجيش إلى المتضرّرين في المناطق المنكوبة".

المساهمون