أردوغان يهاجم الاتحاد الأوروبي ويلوح بتمديد الطوارئ

26 نوفمبر 2016
أردوغان ألمح لتمديد حالة الطوارئ فترتين إضافيتين(آدم ألتان/فرانس برس)
+ الخط -
جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هجومه على الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى احتمالية تمديد حالة الطوارئ، التي أُعلنت في تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/ يوليو الماضي، لمدّة ثلاثة أشهر إضافية على الأقل، وذلك ردّاً على قرار البرلمان الأوروبي، أول أمس الخميس، بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد، واشتراطه، ضمن نصّ القرار، إلغاء حالة الطوارئ لاستئناف المفاوضات بين الطرفين.

وقال في خطاب حادّ ضدّ الاتّحاد الأوروبي، خلال افتتاحه عدداً من المشاريع في إسطنبول، اليوم السبت: "من الممكن تمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر، ومن ثم ثلاثة أشهر أخرى ربما"، اعتباراً من كانون الثاني/يناير، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وأضاف: "هذا قرار يعود للحكومة والبرلمان"، متسائلاً: "هل البرلمان الأوروبي يقرر لهذا البلد أم الحكومة؟"، وذلك في ردّ منه على الانتقادات الموجّهة لبلاده من قبل الاتّحاد الأوروبي، بعد اعتقال عشرات الآلاف في تركيا خلال فترتي الطوارئ الماضيتين.

وقال الرئيس أردوغان: "سنواصل تقدمنا في طريقنا نحو تحقيق أهدافنا، وإن كان الاتحاد الأوروبي معنا في ذلك؛ فكلانا سيظفر، أما إذا قال (الاتحاد) سأذهب في اتجاه آخر؛ عندها سنجد رفاق درب جدداً"، وفق ما نقلت عنه وكالة "الأناضول". 

وكان أردوغان قد انتقد بشدة، أمس الجمعة، تصويت البرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، وجدّد عزمه على إعادة العمل بعقوبة الإعدام التي ألغيت عام 2004، على الرغم من تحذيرات القادة الأوروبيين، الذين يعتبرون أن هذا الإجراء يتعارض مع عضوية الاتحاد الأوروبي.

كما هدد بفتح حدود تركيا للسماح للمهاجرين بالتوجه إلى أوروبا، في حين ردّ رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في مقابلة نشرت السبت في صحيفة "لا ليبر بلجيك" أن الاتفاق الموقّع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن المهاجرين "يجب احترامه، وسيحصل ذلك".


وفي هذا السياق، جدّد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، انتقاده موقف أوروبا من اللاجئين الموجودين على أراضيها، مبيناً أن بلاده استقبلت الملايين منهم، في حين أن الأولى "ركلت بعضهم (لاجئين) أمام أعين الناس في عدة دول".

جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الحكومة التركية، اليوم السبت، في ختام أعمال "المؤتمر الدولي الثاني للصحة والرعاية المتكاملة"، الذي انعقد في مدينة إسطنبول.

وأضاف "يلدريم"، مخاطباً الدول الأوروبية: "قمتم بركل بضعة لاجئين في المجر والنمسا، أمام أعين الناس، وطرحتموهم أرضاً، لكن تركيا استقبلت الملايين؛ لأنها بلد لم تمت فيه الإنسانية"، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول".

وتابع: "لكم أن تتخيلوا حال أوروبا إذا لم تُؤو تركيا هؤلاء اللاجئين". وتتصدر تركيا دول العالم من حيث عدد اللاجئين، إذ تستقبل قرابة 3 ملايين لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري، يشكلون 15% من مجموع سكان سورية قبل الحرب، بحسب بيانات رسمية تركية.

وقلل يلدريم، مجدّداً، من شأن مشروع القرار الذي صوّت عليه البرلمان الأوروبي، والقاضي بتجميد مفاوضات انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، معتبراً أنه "لا قيمة له".

وأعرب عن اعتقاده أن القمة الأوروبية المزمع انعقادها منتصف كانون أول/ديسمبر القادم، "سوف تتجاهل قرار البرلمان، ولن تسمح مطلقاً، بإلحاق ضررٍ بمسيرة انضمامنا لأوروبا، وما زلنا نؤمن بوجود قادة (أوروبيين) لديهم رؤية".

ومضى في القول: "الاتحاد اتخذ هذا القرار بعيداً عن الحكمة السياسية وحسن النية"، مضيفاً أن "على أوروبا أن تقرر أولاً مع من ستقيم علاقات مشتركة، مع المنظمات الإرهابية المنتشرة على أراضيها، أم مع تركيا؟ هذا ما ينتظر الشعب التركي جوابه".

يذكر أن مشروع القرار الأوروبي دعا إلى إنهاء حالة الطوارئ في تركيا؛ من أجل استئناف مفاوضات انضمامها من جديد، وبيّن أن البرلمان والاتحاد الأوروبيَين أدانا بشدة المحاولة الانقلابية، وأكّدا حق تركيا في مقاضاة المسؤولين عن تلك المحاولة.


المساهمون