ووصل أردوغان، صباح اليوم الثلاثاء، العاصمة الإيرانية بعد تراشق اتهامات بين مسؤولي البلدين تبع عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، قبل نحو أسبوعين.
ويرافق أردوغان في زيارته كل من وزراء الخارجية "مولود تشاويش أوغلو"، والاقتصاد "نهاد زيبكجي"، والتجارة والجمارك "نود الدين جانيكلي"، والطاقة والموارد الطبيعية "تانير يلدز"، والسياحة والثقافة "عمر تشيليك"، والتنمية "جودت يلماز".
وسبقت الزيارة تحذيرات أردوغان من محاولة سيطرة إيران على الشرق الأوسط.
ولكن تركيا عرضت أمس الإثنين، على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو، التوسّط "للعب دورٍ هام من أجل حل الأزمة اليمنية والمساهمة في تقريب وجهات النظر بينهم".
اقرأ أيضاً: ما بعد قمة سلمان أردوغان: أقلّ من تحالف
هذه التصريحات تلت الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الداخلية السعودي ولي ولي العهد الأمير، محمد بن نايف إلى أنقرة، ليجري محادثات مع أردوغان قبل توجه الأخير إلى طهران بساعات قليلة، لتبدو هذه الزيارة محاولةً لتحريك وساطة تركية مع إيران بخصوص اليمن.
من جهته شكر روحاني نظيره التركي على موقفه الداعم للمفاوضات النووية وللاتفاق مع الغرب، قائلاً إن هذا الاتفاق سيفتح الباب على مصراعيه أمام تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة، مؤكداً نية الطرفين رفع مستوى التبادل التجاري بينهما ليصل إلى ثلاثين مليار دولار.
وخلال مؤتمر صحافي عقد بين أردوغان وروحاني، قال الأخير إن الطرفين بحثا الأوضاع في كل من سورية واليمن والعراق، وقد تم بحث مقترحات عديدة لإيقاف التوتر في هذه البلدان، وأشار روحاني إلى أنه اتفق والرئيس التركي على تأمين الحدود المشتركة بينهما لمنع مرور أي منتمين لأي تنظيم إرهابي.
وأكد روحاني أن طهران وأنقرة وصلتا لوجهة نظر مشتركة في ما يخص اليمن، بعد الدخول في حوار مفصل حول هذه القضية التي اختلف الطرفان حولها في وقت سابق.
وقال الرئيس الإيراني إن الطرفين يؤكدان اليوم ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، لدرء تعقد وتدهور الأوضاع الإقليمية، مضيفاً أنه على الكل في المنطقة حقن الدماء، وإيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين بعد وقف إطلاق النار المنشود.
وكما هو متوقع، حاز ملف الطاقة واتفاقيات تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا جانباً من محادثات الطرفين، وطالب أردوغان في المؤتمر الصحافي بتعديل أسعار الغاز الإيراني المصدر لتركيا بما "يناسب الطرفين"، وقال إن هذه الأسعار هي الأغلى من بين الغاز الذي تستورده أنقره.
كذلك اقترح الرئيس التركي أن تتم التعاملات التجارية بين طهران وأنقرة بالعملة المحلية للبلدين، لا أن تكون بالدولار أو اليورو، قائلاً إنه "يجب التخلص من كل العقبات التي عطلت تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين خلال المدة الفائتة".
يذكر أن هذه الزيارة هي الأولى للرئيس أردوغان بصفته رئيساً لتركيا، وذلك بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني لأنقرة في يونيو/حزيران من العام الماضي، ليترأس وفد بلاده في الدورة الأولى لمجلس التعاون الأعلى التركي الإيراني.
اقرأ أيضاً: أردوغان والملك السعودي يتفقان على تعزيز دعم المعارضة السورية