أردوغان يدعو لإنهاء الأزمة الخليجية بالتزامن مع زيارته قطر

25 نوفمبر 2019
علاقات استثنائية تجمع البلدين (الأناضول)
+ الخط -
استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الاثنين، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل إلى الدوحة للمشاركة في اجتماعات الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، ودعا الرئيس التركي إلى إنهاء الأزمة الخليجية "في أسرع وقت"، خلال زيارته مقر قيادة القوات المشتركة التركية القطرية.

وعقب الاستقبال، عقد أمير قطر اجتماعاً ثنائياً مغلقاً مع الرئيس التركي، قبل ترؤسهما الاجتماع الخامس للجنة، حيث بحث الجانبان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لا سيما المجال السياسي والشراكة التجارية والاقتصادية والاستثمارية، وشؤون الطاقة والصناعة والدفاع والتعليم والإعلام، إضافة إلى تعزيز التعاون في القطاع الصحي والسياحي والمشاريع المرتبطة باستضافة نهائيات بطولة كأس العالم "قطر 2022".


كما تناول الاجتماع، وفق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، جهود البلدين في مجال مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وتبادل زعيما البلدين وجهات النظر، حول آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، ولا سيما الأوضاع في كل من فلسطين وسورية واليمن والعراق.

ومن خلال تغريدة على موقع "تويتر"، عبّر أمير قطر عن سعادته بلقاء أردوغان، مؤكداً أن الشراكة القطرية التركية "تمضي نحو أهدافها بنجاح".
وكتب أمير قطر "سعدت بلقاء أخي الرئيس أردوغان في الدوحة حيث ناقشنا قضايا حيوية ثنائية وأخرى إقليمية وعالمية"، مضيفاً "اتفقنا على توظيف الطاقات الكامنة في هذه الشراكة على النحو الأمثل خدمة لمصالح شعبي البلدين وشعوب المنطقة جمعاء".


وتعليقاً على الزيارة، أكد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن العلاقات الاستراتيجية بين قطر وتركيا في تطور وازدهار مستمرين.
وقال عبر "تويتر": "سمو أمير البلاد المفدى ورئيس الجمهورية التركية يترأسان اجتماع الدورة الـ5 للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية.. العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين دولة قطر وجمهورية تركيا الشقيقة في تطور وازدهار مستمر".‎


القاعدة التركية القطرية المشتركة

وقام الرئيس التركي، خلال وجوده في الدوحة، بزيارة مقر القوات المشتركة التركية القطرية، حيث أعلن الانتهاء من تشييد الثكنة العسكرية التركية الجديدة في قطر، وقال إنه تقرر إطلاق اسم "خالد بن الوليد" عليها، بدلا من طارق بن زياد.

وقال في خطاب أمام الجنود الأتراك "طوال تاريخنا، لم نسمح لأصدقائنا بأن يواجهوا التهديدات والمخاطر وحدهم"، مضيفاً "آمل أن تنتهي الأزمة المستمرة في الخليج منذ أكثر من عامين بأسرع وقت ممكن". وظهرت، أخيراً، مؤشّرات على قرب حدوث انفراج في الأزمة، خصوصاً مع قرار السعودية والإمارات والبحرين المشاركة في بطولة كأس الخليج لكرة القدم في الدوحة.

وأكد أردوغان، خلال كلمته في مقر القوات المشتركة التركية القطرية، أن القاعدة التركية في قطر، "أنموذج لروح الصدق والإخلاص في علاقات الدول، وليست نتيجة لعقلية الهيمنة القائمة على المصالح مثل حالات أخرى".
وأشار إلى أن هدف "قيادة القوات التركية القطرية المشتركة"، هو "الاستقرار والسلام في منطقة الخليج برمتها، وليس قطر فحسب"، قائلا إنه "لا ينبغي لأحد أن ينزعج من وجودنا في المنطقة". وأضاف "المطالبون بإغلاق القاعدة التركية (في الدوحة) لا يعلمون أننا أصدقاء قطر وقت الشدة".

وترتبط قطر وتركيا بعلاقات اقتصادية قوية، ترتكز على التبادل التجاري، حيث شهدت هذه العلاقات، في السنوات الأخيرة، ازدهاراً كبيراً، شمل مختلف المجالات والنشاطات الاقتصادية، كما تُوّجت هذه العلاقات بالعديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات.


وتعززت العلاقات القطرية ــ التركية خلال الأعوام القليلة الماضية، لا سيما لناحية بذل تركيا الجهود من أجل فك الحصار الجائر المفروض على قطر، وكذلك موقف الدوحة القوي والداعم لأنقرة إبان محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت هناك صيف عام 2016، ثم وقوفها معها بقوة في ذروة الأزمة التي تعرضت لها الليرة التركية العام الماضي، حيث قام أمير قطر، بزيارة تركيا في ذلك الوقت، ووجّه بتقديم دولة قطر حزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع بما يقارب خمسة وخمسين مليار ريال قطري (15 مليار دولار أميركي)، دعماً للاقتصاد التركي.
وتسهم الشركات التركية بشكل ملحوظ في النهضة التي تشهدها دولة قطر حالياً، خصوصاً على صعيد الإنشاءات والبنية التحتية، ويقدَّر حجم استثمارات هذه الشركات في قطر بستة عشر مليار دولار، ويبلغ عدد الشركات التركية العاملة في قطر، برأس مال قطري وتركي مشترك، 242 شركة، فيما يصل عدد الشركات ذات رأس المال التركي الخالص إلى حوالي 26 شركة.


وتُعدّ دولة قطر من أهم المستثمرين في تركيا، حيث وصلت استثماراتها هناك إلى 23 مليار دولار، أما حجم التجارة بين البلدين فيزيد على ملياري دولار، وتركز الاستثمارات القطرية على مجالات مختلفة، في مقدمتها القطاع المصرفي التركي، وقطاعات الطاقة، والتصنيع، والسياحة، والعقارات، والزراعة، إضافة إلى التصنيع العسكري الذي يُعتبر واجهة من أهم واجهات الاقتصاد التركي الحديث.
المساهمون