دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، مؤسسات الاتحاد الأوروبي ودوله إلى التحلي بالعدالة والحياد والموضوعية والتصرف بمسؤولية في جميع القضايا الإقليمية، لا سيما في شرق المتوسط، وفقاً لوكالة "الأناضول".
من جهته، شدّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، خلال اتّصال هاتفي مع أردوغان، على أهمّية خفض التصعيد بين البلدين، داعياً تركيا إلى وقف الأنشطة التي من شأنها تغذية التوتّرات مع اليونان، حسبما نقلت "فرانس برس" عن دبلوماسي أوروبي.
وأوضحت الرئاسة التركيّة أنّ أردوغان دعا خلال الاتّصال الهاتفي مع ميشال "المؤسّسات والدول الأعضاء في الاتّحاد الأوروبي إلى التحلّي بالعدالة والحياد والموضوعيّة والتصرّف بمسؤوليّة في القضايا الإقليميّة، ولا سيّما في شرق البحر المتوسّط".
ويحتدم الخلاف بين تركيا واليونان، وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي، بشكل متزايد بسبب ثروات الغاز والنفط في شرق المتوسط منذ أن نشرت تركيا سفينة استكشاف الشهر الماضي في المنطقة.
وكان أردوغان شدّد السبت، لهجته حيال اليونان، محذّراً إيّاها بالقول "إمّا أن يفهموا بلغة السياسة والدبلوماسيّة، وإمّا بالتجارب المريرة التي سيعيشونها في الميدان".
وقال أردوغان في كلمة خلال افتتاحه مدينة طبية في إسطنبول "سيدركون أن تركيا تملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تُفرض عليها"، في إشارة الى المناطق المتنازع عليها بين تركيا واليونان.
ولفت الى أنّ "تركيا وشعبها مستعدّان لأيّ سيناريو والنتائج المترتبة عليه".
وأعلن حلف الأطلسي في وقت سابق أنّ محادثات تقنيّة ستبدأ لتجنّب وقوع حوادث بين أسطولي البلدين، لكنّ أثينا قالت إنّها لم توافق على المحادثات. واتّهمت أنقرة اليونان بالكذب ورفض الحوار.
وتحضر الأزمة على جدول أعمال قمّة الاتّحاد الأوروبي في 24 و25 أيلول/سبتمبر. ودعا بعض الأعضاء في الاتّحاد إلى فرض عقوبات على تركيا.
وشدّد الرئيس التركي، الأحد، على أنّ موقف الاتّحاد الأوروبي شرقي المتوسّط "سيكون اختباراً لصدقيّته" في ما يتعلّق بالقانون الدولي والسلام الإقليمي، حسب الرئاسة التركيّة.
وقال أردوغان إنّ المواقف المحرّضة التي يتّخذها بعض المسؤولين الأوروبيين لا تُساهم في التهدئة.
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل تحدث عن إمكان فرض عقوبات على تركيا، على غرار ما فعلت باريس.
وقال ميشال لأردوغان الأحد إنّ "كل الإجراءات - بما فيها نهج الجزرة والعصا - ستُدرس" خلال القمّة في نهاية أيلول/سبتمبر، حسب ما قال الدبلوماسي الأوروبي.
ومع تصاعد التوتّر مع اليونان في شرق البحر المتوسّط، بدأ الجيش التركي الأحد تدريبات سنويّة في "جمهوريّة شمال قبرص التركيّة" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
(الأناضول، فرانس برس)