جاء ذلك في المؤتمر العاشر لرؤساء هيئة أركان دول البلقان، إذ أكد أردوغان أنه دعا الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إلى إظهار المزيد من التواجد للحلف في البحر الأسود لمواجهة النفوذ لروسي، قائلاً "لقد قلت للأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن عدم رؤيتكم في البحر الأسود تتيح المجال لروسيا لإظهار البحر على أنه بحيرة روسية، علينا أن نعيد الاستقرار للبحر الأسود".
وشدد أردوغان على أن الحرب السورية تجاوزت كونها أزمة محلية أو إقليمية فحسب، بل أصبحت تشكل تهديداً للعالم بأسره، وقال إنه "على الرغم من تجاوز الأزمة (الحرب) السورية جميع الخطوط الحمراء، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي خطوة حتى الآن. وتم ترك حل أزمة المهاجرين التي تزداد اتساعاً، ونظراً لنتائج وانعكاسات الأزمة السورية فإنها تجاوزت كونها أزمة إقليمية، بل تحولت إلى تهديد عالمي، إن تركيا ودول البلقان في هذه النقطة تتحمل عبئاً كبيراً، وتواجه تكاليف مالية كبيرة".
وأضاف الرئيس التركي "لقد قدمنا المأوى لحوالي مليون سوري وعراقي فارين من الظلم والحرب، بحسب ضيافة قل نظيرها في العالم، ولم نغلق أبوابنا في وجه القادمين لنا، ولم نفكر كثيراً بالأمر المالي. إذا نظرتم للمانحين في العالم، فإن الولايات المتحدة تحل أولاً تليها المملكة المتحدة ومن ثم تركيا".
وأشار أردوغان إلى أن بلاده صرفت من ميزانية الدولة لإيواء اللاجئين، قائلاً: "دون أن ننتظر المال من أوروبا أو العالم أو حتى من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لقد أنفقنا حتى الآن من ميزانيتنا القومية حوالي 10 مليارات دولار، وذلك دون أن تتضمن هذه الحسبة ما قدمته منظمات المجتمع المدني التركية أو البلديات، ولو جمعناهما معاً لوصلت التكلفة إلى حوالي 20 مليار دولار".
إلى ذلك، ذكر أردوغان الجهود الاستثنائية التي تبذلها تركيا في محاربة داعش، وعبر عن ذلك بالقول، إنه "بينما لم تتخذ دول المنشأ أي خطوات لمحارية التنظيم، ولم تقم بمشاركة المعلومات الاستخباراتية الضرورية في هذا الأمر، طالبوا تركيا بفعل كل شيء، وفوق ذلك اضطررنا أن نواجه اتهامات غير عادلة ودون أي سند، إن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر إلى النهاية، إن محاولة إظهار تركيا وكأنها دولة داعمة لـ(داعش) هو أمر ثقيل للغاية، فالجهود التي نبذلها في مكافحة التنظيم لا تقوم بها أي دولة في العالم، وخسائرنا في مواجهته لا يمكن مقارنتها بأي دولة في العالم".
من جهته، أكد خلوصي أكار أن القوات المسلحة التركية استطاعت حتى الآن قتل حوالي 1300 من عناصر "داعش" في كل من سورية والعراق، كما شدد على أن العمليات ضد حزب العمال الكردستاني ستستمر في داخل تركيا وخارجها لحين القضاء على الحزب بشكل كامل.