حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، من مغبة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشددًا على أن القدس "خط أحمر بالنسبة للمسلمين"، ومشيرا إلى أن الإقدام على هذه الخطوة "قد يؤدي إلى قطع علاقات تركيا مع إسرائيل".
وقال في كلمة له أمام كتلة حزب "العدالة والتنمية" في البرلمان التركي، إن اعتراف الإدارة الأميركية بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل قد يؤدي إلى قطع علاقات تركيا الدبلوماسية مع إسرائيل، مضيفاً "أقول للسيد ترامب القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين. في حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات هامة".
وشبه أردوغان الصراعات الجارية داخل الولايات التحدة بتلك التي عاشتها أنقرة عام 1997 خلال المذكرة الإلكترونية التي نشرها الجيش التركي ضد الحكومة حينها، والتي كانت بالتشارك بين كل من حزب "الطريق القويم"، بزعامة تانسو جيلر، وحزب "الرفاه" بقيادة نجم الدين أربكان. كما اعتبر أن "الدعوى القضائية بحق رجل الأعمال التركي الإيراني الأصل، رضا ضراب، ليست إلا جزءا من هذه الصراعات الداخلية".
وقال "إن هذه الدعوى ليست إلا مشروعا عائدا لمجموعة ضمن الإدارة الأميركية.. إن بقايا الإدارة الأميركية السابقة تعمل على عكس إرادة إدارة دونالد ترامب فيما يخص بلادنا.. ".
وفي تعليقه على الاتهامات بخرق العقوبات الأميركية ضد إيران، قال أردوغان "في البداية لا بد من إعادة النظر في حقيقة الدعوى ( الدعوى الموجهة ضد ضراب ونائب المدير السابق لمصرف خلق الحكومي التركي)… في حال نظرنا إلى ورقة الادعاء العام سيبدو موضوع الدعوى محاولة إظهار وجود خطة لخرق العقوبات الأميركية على إيران، وفي الدعوى ذاتها يظهر أن تركيا بدل أن تضع ثمن الغاز الطبيعي الذي استوردته تركيا من إيران في البنوك، قامت، عبر مختلف الطرق، بنقل هذه الأموال لإيران… إن من خرق العقوبات الاميركية على إيران هو مختلف الدول الأوروبية، والشركات الأميركية".
وتابع "إن نظرنا إلى هذه الدعوى في الإعلام الأميركي سنجد صورة مختلفة تماما، إذ يتم تقييم الدعوى المتعلقة بضراب ودعوى فلين ترامب المتعلقة بروسيا معا، ويجري استخدامهما كجزء من أدوات السياسة الداخلية الأميركية".
وانتقد أردوغان الولايات المتحدة بسبب عدم تسليم زعيم حركة الخدمة، فتح الله غولن، المتهم الأول بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز 2016، مشددا على وجود خطة أميركية ضد تركيا.
وفيما يخص اعترافات طلال سلو، المنشق عن مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، قال أردوغان إنها "توضّح بما لا يدع مجالاً للشك ما قامت به الولايات المتحدة لحماية هذا التنظيم الإرهابي".
وشدد الرئيس التركي على أن بلاده "ستقضي على امتدادات المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) في سورية تمامًا، إن لم يكن اليوم فغدًا".
إلى ذلك، وصف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالن، الأنباء حول عزم الإدارة الأميركية الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل بـ"الأمر المقلق للغاية، الذي من شأنه تقويض كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام".
وأضاف كالن، في تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر"، أن "مثل هذه الخطوة ـ حال اتخاذها ـ تتعارض مع الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والوضع الديني والتاريخي للقدس".
وحذر من أن "هذه الخطوة ستقوض كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام، وستجر المنطقة إلى توترات وصراعات جديدة".
وأعرب كالن عن أمله بألا تقدم الإدارة الأميركية على "ارتكاب مثل هذا الخطأ الفادح"، مشددا على أن "الحفاظ على الوضع الراهن في القدس والحرم الشريف، هو أمر بالغ الأهمية للجميع".