أكّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتفاق كل من موسكو وأنقرة على إنشاء آلية ثلاثية للتنسيق في ما يخص الملف السوري، بينما أشار إلى أنه ناقش مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتن، ما يخص فتح حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني"، مكتباً تمثيلياً في موسكو.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين الذين رافقوه في زيارة سانت بطرسبرغ، الثلاثاء الماضي، قال أردوغان: "بالذات في حلب عندنا الكثير من المشاكل الجدية. وفي ما يخص ما يحصل في مدينة منبج، فإن ذلك قضية أخرى. وكذلك هناك بعض التطورات المرتبطة بالشمال السوري، ونحن قلنا لهم (بوتن) التالي: سنرسل لك هيئة ثلاثة".
وتابع أنّ "الهيئة الثلاثية تتضمن ممثلين عن المخابرات والعسكريين والدبلوماسيين، وليبدؤوا أعمالاً مكثفة مع نظرائهم الروس، كما قمنا بإرسال الهيئة التي بدأت اجتماعاتها يوم الأربعاء، إذ سيتم تجهيز البنية التحتية للتعاون في ما يخص الملف السوري".
وعن حلب قال "هناك مشاكل في ما يخص إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب، وهناك بعض الممرات التي تم افتتاحها، هل سيتم استخدام هذه الممرات للمساعدات الإنسانية أم لأهداف أخرى؟ سيتم تحديد ذلك من خلال المحادثات التي ستجري".
ولفت الرئيس التركي إلى أن "بعد اللقاءات التي ستجري في موسكو، سيتم البدء بالخطوة الثانية، والتي سيتم تحديد أبعادها بحسب اللقاءات الثنائية"، موضحاً "كما تعرفون، كان هناك مفاوضات جنيف، والتي لم تنتج الكثير، كما أن ما ستنتجه في المستقبل أمر غير واضح، ولكن هناك شيء واضح للغاية هو أن بلادنا دفعت الكثير بسبب الأزمة السورية، لدينا حدود يبلغ طولها 950 كيلومترا. فلنتحدث بشكل واضح، نحن نشعر بالقلق مما يحصل في الشمال السوري، لذلك فإن الخطوات التي سيتم اتخاذها هامة للغاية".
وأضاف أردوغان: "بطبيعة الحال لا يمكننا أن نرى ما يحدث بمعزل عن التطورات العالمية، وكذلك الانتخابات الأميركية، لذلك فإن الأعمال التي ستقوم بها الهيئة في موسكو هامة للغاية، حيث ستشكل هذه المحادثات الأرضية التحتية للتعاون في المستقبل".
من جهة ثانية، أشار أردوغان إلى أنه ناقش أمر ممثلية حزب "الاتحاد الديمقراطي" في موسكو مع بوتن، الذي حاول تغطية الأمر، قائلاً: "ناقشنا أمر ممثلية الاتحاد الديمقراطي في موسكو، وقيل لنا إن هذا المكتب لا علاقة له بالاتحاد الديمقراطي، بل هو منظمة مجتمع مدني. بالنسبة لنا على الأقل فقد أبلغنا الرئيس بوتن بالأمر، حيث قال لنا إنه سمع عن الأمر لأول مرة، حيث قمنا بإطلاعه على الصور والمعلومات التي بحوزتنا، وأكّد لنا أنه سيتابع الأمر عن كثب".
وبحسب أردوغان، فقد تطرق الرجلان إلى حادثة إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مشيراً إلى أن أنقرة ستزود موسكو بكامل المعلومات والأدلة الخاصة بقيام الطائرة الروسية باختراق الحدود التركية.
كما أكّد أنّه تم اعتقال عدد من الطيارين الأتراك الذين شاركوا في إسقاط الطائرة الروسية، وذلك بسبب شبهات بارتباطهم بحركة "الخدمة"، بزعامة فتح الله غولان، الذي تتهمه تركيا بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي، مفضلاً عدم الخوض في الأمر وتركه للقضاء. بينما أكد أن الحكومة التركية ستتابع اتهامات أنقرة لأحد المواطنين الأتراك بالقيام بقتل أحد الطيارين الروس، بينما مازال معتقلاً حتى الآن على ذمة قضية أخرى.