يسعى التحالف الجمهوري في تركيا، الذي يضم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البلاد منذ نحو 18 عاما وحليفه حزب "الحركة القومية"، إلى استمالة زعيمة "الحزب الجيد" ميرال أكشنر إلى صفه، في مسعى لتحييد المعارضة.
وتأتي هذه المحاولة عقب دعوة وجهها الأسبوع الماضي زعيم "الحركة القومية" دولت باهتشلي إلى أكشنر، وهي قيادية سابقة في الحزب اليميني، للعودة إلى بيتها السياسي، وهو ما دعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلناً أن "هذه الدعوة معقولة".
وأفادت صحيفة "حرييت" أن التحالف الجمهوري يهدف إلى تقوية صفوفه وتفتيت المعارضة، إذ إن التحالف المعارض يضم "الحزب الجيد" مع حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة، وبشكل خفي مع حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي اليساري، وهو ما يضع "الحزب الجيد" في حرج أمام أنصاره.
وأضافت أن كلام أردوغان فيه دعوة لأكشنر للانضمام إلى تحالفه، ويفسر كلامه وكأنه يقول للحزب إن مكانه القومي الوطني إلى جانب التحالف الحاكم، فلا مكان له مع تحالف المعارضة، لتخلص الصحيفة إلى أن أردوغان وباهتشلي يرغبان بانضمام أكشنر إلى التحالف الحاكم.
وبينت الصحيفة أن دعوة أردوغان فيها وضوح كبير برغبته هذه، رغم أن نواباً من "الحزب الجيد" أعلنوا رفضهم، إلا أن أكشنر لم ترفض بشكل مباشر.
وعن الأسباب وراء خطوة أردوغان وباهتشلي، قالت الصحيفة إن الهدف هو تقوية التحالف الجمهوري من جهة، ووضع حزب "الشعب الجمهوري" المعارض صفا إلى صف مع حزب "الشعوب الديمقراطية الكردية" من جهة ثانية، وهو ما قد يزيد من إحراج "الشعب الجمهوري".
واعتبرت الصحيفة أنه في حال استجابة "الحزب الجيد" للدعوة بالإيجاب، فإنها ستؤدي لتحولات هامة في الاتفاقات والتحالفات الجارية وسيتم توزيع الأوراق مجددا وإعادة الحسابات، وسيكون حينها على زعيم حزب "الشعب الجمهوري" كمال كلجدار أوغلو وضع خطط جديدة.