وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، انتقادات شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة إثر استمرارها في دعم حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني"، داعيا واشنطن إلى إبعاد جنودها عن المليشيات الكردية أثناء توجيه الضربات.
وخلال كلمته في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، شدد أردوغان على أن تركيا مستمرة في عملياتها ضد "الاتحاد الديمقراطي" في منطقة عفرين، مشيرا إلى أن مليشيات الأخير ستكون هدفا للجيش التركي، داعيا "الداعمين" لها إلى "الابتعاد عن هذه المليشيات أثناء توجيه الضربات"، في إشارة إلى الجنود الأميركيين المتواجدين برفقة مليشيات "الاتحاد الديمقراطي".
وقال الرئيس التركي: "سنقوم بشكل فوري بالقضاء على كل إرهابي نراه، وعندها سيفهمون (يقصد داعمي "الاتحاد الديمقراطي") أنه من الأفضل أن لا يتواجدوا بقرب الإرهابيين"، مخاطبا الشعب الأميركي بقوله إن "الأموال التي خرجت من الميزانية الأميركية هي تلك الأموال التي تخرج من جيب الشعب الأميركي (..) أن تخرج هذه الأموال من الميزانية القومية لهو أمر ذو معنى"، في إشارة إلى الأموال التي تم تخصيصها في الميزانية الأميركية لدعم قوات "الاتحاد الديمقراطي" في العامين الحالي والمقبل.
وتابع: "إن الجغرافية التي بقربنا تعيش حرب تقسيم هي الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية، والبعض يرى أن الأراضي التركية جزء من هذه القسمة"، مضيفا: "كما سطر أبطالنا (الجيش التركي) ملاحم بطولة أمام الإنسانية جمعاء في العمليات ضد خنادق (العمال الكردستاني) في المدن التركية، وعملية (درع الفرات)، إنهم يفعلون ذلك اليوم مع عملية (غصن الزيتون)"، مشددا على أن "إيماننا تام بأننا سندمر الإرهابيين ونردم كل أوكارهم".
وفي إشارة إلى الحجج التي كان يسوقها الأميركون لاستمرا الدعم لمليشيات "الاتحاد الديمقراطي"، قال أردوغان: "لا يحق لأحد بعد الآن التذرّع بـ(داعش)، فقد أُسدل الستار على مسرحيته في سورية والعراق"، مؤكدا أن "حلف شمال الأطلسي لا يعني الولايات المتحدة وحدها، فكافة أعضاء الحلف متساوون"، داعيا واشنطن إلى "الالتزام بقوانين الحلف"، في إشارة إلى ضرورة عدم قيام أي عضو في الحلف بدعم تنظيم موجود على لائحة الإرهاب لدى دولة أخرى.
وأضاف أن "الخطوات التي سنتخذها قريبا جدا في منبج، وفي مناطق أخرى، ستفسد سيناريوهات من يقومون بحسابات خاطئة جنوبنا، كما فعلت عمليتا (درع الفرات) و(غصن الزيتون)"، مؤكدا أن تركيا تولي أهمية كبيرة لعدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين في عفرين، و"لولا هذا لكانت تمكنت من السيطرة على منطقة عفرين وتطهيرها من الإرهابين قبل فترة طويلة".
وعلى الصعيد ذاته، أعلن الجيش التركي تحييد ألف و439 إرهابيا منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" بمنطقة عفرين السورية.
وقالت رئاسة الأركان، في بيان، إنه جرى تحييد 70 إرهابيا من عناصر حزب "العمال الكردستاني" و"الاتحاد الديمقراطي"، الثلاثاء، خلال عمليات برية وجوية، مشيرة إلى "ارتفاع عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم منذ انطلاق العملية إلى ألف و439 إرهابيا".
وفي سياق منفصل، دعا أردوغان اليونان إلى "التوقف عن انتهاك المياه الإقليمية التركية بالقرب من الجزر الصخرية التركية في بحر إيجة، وانتهاك الطائرات اليونانية للمجال الجوي التركي"، قائلا إنه لدى حدوث ذلك فإن "جنودنا يقومون بما يلزم"، مضيفا: "نحذّر من يتجاوزون حدودهم في بحر إيجة وقبرص، ويقومون بحسابات خاطئة، مستغلين تركيزنا على التطورات عند حدودنا الجنوبية".
ونصح أردوغان الشركات الأجنبية التي تقوم بعمليات التنقيب قبالة سواحل قبرص بأن "لا تكون أداة في أعمال تتجاوز حدودها وقوتها من خلال ثقتها بالجانب القبرصي اليوناني"، مشددا على أن "حقوقنا (في الدفاع عن الأمن القومي) في منطقة عفرين (شمال غربي سورية)، هي نفسها في بحر إيجة وقبرص".