بدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، جولة في غرب القارة الأفريقية، وذلك في إطار الاستراتيجية التركية للانفتاح على القارة، وإيجاد أسواق جديدة، حيث تشمل الزيارة كلا من مالي وموريتانيا والسنغال والجزائر.
ومنذ أن بدأ أردوغان سياسة الانفتاح التركي اتجاه القارة الأفريقية في عام 2005، فيما بدا محاولة تركية لمنافسة النفوذ الفرنسي في غرب القارة السمراء، زار خلال حقبة توليه منصب رئيس الوزراء، الجزائر مرتين عامي 2005 و2013، ومرة ثالثة بعد توليه الرئاسة في عام 2014، كما زار السنغال مرتين في كل من عام 2013 و2016. فيما ستكون زيارته الأولى لكل من موريتانيا ومالي.
وعلى الرغم من أهمية زيارة كل من موريتانيا ومالي والسنغال، لكن يبدو أن زيارة الجزائر ستكون المحور في كل هذه الجولة، إذ إن تركيا ترى إمكانية تحول العلاقات مع الجزائر إلى مرتكز في سياساتها في شمال أفريقيا، نظرا للتعاون الاقتصادي بين الجانبين، خاصة أن الجزائر ذات الأربعين مليون نسمة بدخل قومي يصل إلى 160 مليار دولار سنويا، وثروات نفطية وغازية كبيرة، تعتبر الخامس على قائمة مزودي تركيا بالغاز الطبيعي، فيما تشهد العلاقات بين البلدين توافقا في عدد من ملفات المنطقة، على رأسها الملف الليبي، حيث تدعم أنقرة والجزائر مجلس الوفاق الوطني الليبي ضد اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، المدعوم من قبل كل من مصر والإمارات والسعودية.
وتمتد العلاقات الجزائرية التركية إلى الدولة العثمانية، عندما كانت الجزائر واحدة من الولايات العثمانية إلى غاية الاحتلال الفرنسي عام 1830، حيث استمرت الدولة العثمانية بتقديم الدعم للمقاومة الجزائرية، لتنتهي العلاقة تقريبا بين الجانبين مع هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وتعود، مرة أخرى، بعد أن فتحت أنقرة سفارة لها في الجزائر عام 1963، أي بعد استقلال الجزائر.
وتهدف زيارة أردوغان، التي سيرافقه خلالها عدد كبير من رجال الأعمال الأتراك، إلى تشجيع التعاون الاقتصادي، حيث تود أنقرة رفع التبادل التجاري مع الجزائر من 3.5 مليارات دولار تعتمد بجزء كبير منها على الواردات النفطية من الجزائر إلى عشرة مليارات دولار، وكذلك توسعة الاستثمارات التركية في الجزائر، بوجود 797 شركة تركية تستثمر في الجزائر، وتعمل في عدد من القطاعات، بدءا من النسيج والصناعات الغذائية، وانتهاء بالحديد والصلب.
ومن المقرر أن يفتتح أردوغان، صباح الثلاثاء، برفقة رئيس الحكومة الجزائري، أحمد أويحيى، منتدى الأعمال الجزائري التركي، الذي سيتوّج بتوقيع العديد من عقود الشراكة في قطاع السياحة والزراعة والصناعات الغذائية، فيما سيُعلن عن إلغاء التأشيرة التركية والجزائرية على مواطني البلدين.
وينهي أردوغان زيارته إلى الجزائر بتدشين مسجد "كتشاوة" العثماني، الذي موّلت أنقرة أعمال ترميمه، قبل أن يلتقي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مساء الثلاثاء.