وقال أردوغان، خلال كلمته في مؤتمر اقتصادي، اليوم الثلاثاء، "قدّمتُ للمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ملفات أربعة آلاف إرهابي مع جمعياتهم المتواجدة في ألمانيا، ولم يتم الرد عليّ إطلاقاً، ولم يتقبلوا الكلمة التي كان من المفترض أن ألقيها في تظاهرة كولن، وقامت البلدية بعرقلة الأمر بمختلف الطرق، ورفضتها المحكمة المحلية. يبدو أن المحاكم الألمانية تعمل بسرعة كبيرة، إذ رفضت، أيضاً، المحكمة الدستورية العليا خطابي". وأضاف أنه "بات لدى المستشارة الألمانية 4500 ملف، عندما أقول، إنّ العدالة المتأخرة ليست عدالة، يقولون أنت مخطئ"، متسائلاً، "كيف عملت المحاكم الألمانية بهذه السرعة لمنع كلمتي، بينما تسمح للمنضمين للتنظيم الإرهابي (أي العمال الكردستاني) بالحديث"؟
وفي ما يخص رد فعل الدول الغربية على المحاولة الانقلابية، قارن الرئيس التركي بين ردة فعل الدول الغربية تجاه العمليات التي شنها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتلك التي صدرت تجاه المحاولة الانقلابية التركية، قائلاً، "لم يأتنا، حتى الآن، أي ممثل عن الدول الغربية، لم يزرنا أي ممثل عنهم، ونذكر تماماً كيف توافدوا إلى فرنسا عندما تعرضت للعمليات الإرهابية. بعض الدول، للأسف، تقول في المطارات لمواطنيها لا تذهبوا لتركيا، وتقوم بإعطاء أرقام تشير إلى أن الذهاب لتركيا يعني تقوية أردوغان، أي ديمقراطية هذه؟ أنا لم أجئ إلى منصب رئاسة الجمهورية بانقلاب عسكري، بل بأصوات 52 في المائة من الشعب".
وأكد أردوغان على أن المحاولة الانقلابية الفاشلة تم التخطيط لها في الخارج، قائلاً إن "هذا الحدث (المحاولة الانقلابية) لم يكن مخططاً له من الداخل، أقولها بكل وضوح، الفاعلون هم من الداخل، أما السيناريو فقد تمت كتابته في الخارج". وأضاف أنهم "لم يضعوا في حسابهم أن الانقلاب سيلاقي هذا التحرك المشترك، ولم يضعوا في حساباتهم موقف الأمة التركية وأولئك البشر الذين استلقوا تحت الدبابات لمنعها". وأشار أردوغان إلى أن الحكومة التركية لم تتلق الدعم الذي كانت تنتظره من أصدقاء تركيا بعد المحاولة الانقلابية، "أقولها بصراحة، لم نتلق من أصدقائنا الدعم الذي كنا نتوقعه، سواء خلال المحاولة الانقلابية أو بعدها، ويكفي النظر إلى استجابات الأصدقاء لنتأكد من الأمر".
كما استنكر الرئيس التركي تصريحات المسؤولين الأوروبيين التي عبروا فيها عن قلقهم من إعلان تركيا حالة الطوارئ: "إن إعلان حالة الطوارئ منسجم مع الإجراءات الأوروبية. أعلنا حالة الطوارئ ليُستفز أحدهم ويعبر عن قلقه مباشرة". وقدّم أردوغان نصيحة للأوروبيين أن "يعيدوا النظر في ما حدث في غرب وشرق ألمانيا. سيرى أولئك الألمان الذين قدموا لنا النصائح الحقيقية، نحن قمنا بدراسة كل ذلك، ونعرف تماماً ما تم القيام به. يأتي 5 أو 10 إرهابيين ويمارسون أعمال القتل، فيعلنون حالة الطوارئ لمدة عام، في بلادنا حصل انقلاب، فهل تفهون ذلك"؟
وأكد أن تركيا لم تتخذ أي خطوات من شأنها أن تسبب المشاكل للغرب بعد أزمة اللاجئين، "سأقولها بشكل أوضح، نحن من حمى أوروبا، نستضيف ثلاثة ملايين لاجئ على أراضينا، ولم تلتزم أوروبا، حتى الآن، بما تعهدت به في إطار الاتفاق التركي ـ الأوروبي حول اللاجئين. لم تصل، حتى الآن، الثلاثة مليار يورو التي من المفترض أن يتم إنفاقها على اللاجئين. وفي ما يخص تحرير تأشيرة الدخول لم يحصل أي شيء، وعندما أقول ذلك، يعبّر السادة الكرام (المسؤولون الأوروبيون) عن انزعاجهم".
وشدد أردوغان على متانة الاقتصاد التركي على الرغم من الهجمات الإرهابية والمحاولة الانقلابية التي تعرضت لها البلاد، لافتاً إلى أن "تركيا دولة مختلفة، هي بلد يمكن أن يعيش ظواهر متناقضة، في بلادنا قد نعيش في منطقة هجمات وأحداث إرهابية، لكن في منطقة أخرى تستمر حركة السياحة والثقافة، حتى أن هذا قد يكون بين المناطق المختلفة في الولاية الواحدة. حصلت محاولة انقلابية، لكن عادت الأمور بعدها للحالة الطبيعة، وتؤكد المؤشرات الاقتصادية على ذلك".