وأشار أردوغان، في حديث مطول مع شبكة "تي.آر.تي" التركية، مساء الاثنين، حول العديد من الملفات، أبرزها التطورات في ليبيا، إلى أنه بحث في اتصاله مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العديد من القضايا، وعلى رأسها التطورات الليبية، وأضاف: "قلت للرئيس ترامب إن تركيا تدعم حكومة (فايز) السراج المعترف بها من الأمم المتحدة، ضد الانقلابي حفتر، وسنواصل دعمنا، وليقف من يقف مع حفتر، وإلى الآن تمت استعادة العديد من المناطق"، مشيراً إلى أنّ ترامب وصف وضع تركيا في ليبيا بـ"الناجح".
وفي ردّه على سؤال عمّا إذا كان لحفتر مكان في العملية السياسية بليبيا، في ظل المحادثات مع روسيا والولايات المتحدة، قال أردوغان: "بالنسبة لي، التطورات تشير إلى أنّ حفتر قد يبقى خارج المعادلة في أي لحظة، التطورات تظهر ذلك".
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان ثمة تراجع في دعم القوى الدولية الكبرى لحفتر، ذكر الرئيس التركي أنّ اتصاله بترامب يشير إلى احتمالية فتح صفحة جديدة في التعاون الأميركي التركي حول ليبيا، قائلاً: "ثمة نقاط تم الاتفاق عليها"، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أنه سيبحث معه ذلك.
Twitter Post
|
وأعرب الرئيس التركي عن انزعاجه من تأييد روسيا لمخرجات ما يُسمّى إعلان القاهرة حول ليبيا، أكثر من تأييد بعض الدول العربية لها كالسعودية والإمارات والأردن. وقال: "صرّحوا (روسيا) بعدم وجود جنود لهم على الأرض الليبية، لكن لهم 19 طائرة هناك، ولهم جنود برفقة هذه الطائرات. أريد أن أبحث هذه الأمور معه (بوتين)، وبعدها وعلى ضوء المكالمة سيتم تحديد الخطوات التي سنتخذها ورسم الخطة".
والسبت، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما سمّاه بإعلان القاهرة كمبادرة سياسية لحلّ الأزمة الليبية، محذراً من التمسك بالخيار العسكري لحلّها، ومشدداً على أن الحل السياسي هو الوحيد المتاح، ومؤكداً في الوقت ذاته أن أمن مصر من أمن واستقرار ليبيا. وقال السيسي إن جهود البرلمان الليبي وما سمّاه الجيش الوطني، في إشارة لمليشيات شرق ليبيا بقيادة اللواء حفتر، مكنت من التوصل إلى مبادرة شاملة لإنهاء الصراع في ليبيا.
وعلّق المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي محمد قنونو، السبت، على مبادرة القاهرة بالقول إن جيشه لم يبدأ الحرب، لكنه هو من يضع نهايتها.
وتحدث أردوغان في مقابلته عن الأوضاع الميدانية، مشيراً إلى أن العديد من المناطق باتت تحت سيطرة حكومة "الوفاق"، وأنّ المليشيات الداعمة لحفتر في حالة فرار مع تقدم القوات الحكومية.
وأكد وجود مساعٍ للسيطرة على مدينة سرت الليبية بالكامل، وقاعدة الجفرة (600 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس)، والتقدم على الشريط الساحلي، واستعادة السيطرة على حقول النفط في الجنوب وآبار الغاز على الشريط الساحلي، ولا سيما حول مدينة سرت. واستدرك أردوغان، بأنّ هذه التطورات تزعج روسيا، التي يستمدّ حفتر كلّ قوته منها.
ولا تزال قوات حكومة "الوفاق" الليبية تجري استعداداتها لاقتحام مدينة سرت، وسط البلاد، بعدما صدرت الأوامر بالتقدم نحوها وانتزاعها من قوات حفتر.