فيما وجه مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى في الأردن، تهمتي القتل العمد مع سبق الإصرار وهتك العرض، لقاتل الطفل السوري البالغ من العمر 7 سنوات، وبعدما شيع الطفل ودفن أمس الأحد، وسط هتافات غاضبة أطلقها لاجئون سوريون ومواطنون أردنيون تطالب بإعدام القاتل؛ تواصل الجريمة تصدرها اهتمام الناشطين على مواقع التواصل في الأردن.
وخلّفت الجريمة صدمة وذهولاً في أوساط اللاجئين السوريين والأردنيين، إذ أقدم الجاني وهو عشريني على استدراج الطفل السوري، الجمعة الماضية، إلى بيت مهجور في أحد أحياء العاصمة واغتصابه ومن ثم قتله نحراً في محاولة لإخفاء جريمته.
وخلقت الجريمة إجماعا شعبيا على ضرورة إعدام الجاني، الذين تقول المعلومات الأمنية إنه من أصحاب السوابق، رغم ظهور رواية انتشرت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي وخلقت نقاشاً حاداً، تدعي أنه "متدين".
وسبق النقاش الحاد على مواقع التواصل الاجتماعي حول شخصية الجاني، تعاطفاً واسعاً مع الضحية وأسرته، وكذلك أظهرت المنشورات والتغريدات غضباً من "بشاعة" الجريمة، وخوفاً من تكرارها. فيما لم تتوان أصوات عن تحميل المسؤولية لعائلة الطفل، متهمةً إياها بالإهمال لترك الطفل بعد منتصف الليل لوحده في الشارع.
Facebook Post |
الصحافي المتخصص بقضايا حقوق الإنسان، محمد شما، كتب على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، معلقاً على الجريمة "حادثة مقتل الطفل السوري مؤلمة بكل تفاصيلها، تظهر لنا عجزاً كبيراً في حماية الأطفال. نحن لا نتحدث فقط عن الطفل السوري الراحل فقط إنما كثر من الأطفال كانوا ضحايا أو محتملين لتحرش أو اغتصاب أو إساءة المعاملة أو عنف جسدي".
Facebook Post |
فيما عبر العديد من الناشطين عن مطلبهم بإعدام المجرم فوراً، وفي نفس مكان ارتكاب الجريمة، فكتب الناشط الأردني في إغاثة اللاجئين السوريين، محمود صدقة "أتمنى أن يتم إعدام القاتل بشارع الأردن (مكان ارتكاب الجريمة). وقريباً جداً".
لكن المحامي صخر الخصاونة انتقد المطالبين بالإعدام الفوري للجاني، وكتب "أستغرب بمن ينادي بتنفيذ عقوبة الإعدام فوراً لقاتل الطفل السوري لأنه ذاته من يطالب بسيادة القانون. سيادة القانون تعني المحاكمة العادلة وتوفير ضمانات المتهم".
الجدل حول الجريمة أخذ منحى مختلفا، بعد أن بثت مواقع إخبارية صورة قالت إنها للقاتل يظهر فيها ملتحياً، فكتبت إيناس مسلم على صفحته على "فيسبوك" تدوينه قالت فيها "هذا درس لعدة فئات منها من يعتبر حفظة القرآن أو الأئمة أو رجال الدين قطعة نقية من روح الإله لا يعرفون اللغو أو الخطأ ويفهمون القرآن أكثر من غيرهم".
في المقابل، انبرى عدد كبير من الناشطين لرفض الرواية، خاصة بعدما نفى الأمن العام صحة الصورة المتداولة للجاني، متعهداً بملاحقة ناشريها، كما رفض ناشطون ومعلقون ربط الجريمة بالدين.
ووسط الجدل كتب الصحافي الأردني المقيم في بلجيكا مالك عثامنة "القتل، إرهاب، ومثله لا هوية له ولا دين.. وأن تنادي بتطبيق حكم الإعدام في حق قاتل من نوعية المجرم الذي اغتصب وقتل الطفل السوري الملاك بوحشية، لا يعني أنك ضد حقوق الإنسان، ولا ينتقص من "ليبراليتك" أو ظهورك بمظهر الحقوقي الإنساني بشيء"، واعتبر الجدل حول أن المجرم شيخ أو خلافه شكل من المماحكة.
Facebook Post |
وفيما يتواصل الجدل وتتوالي الكلمات في وصف الجريمة، والانقسام حول الجاني، تعجز أسرة الطفل الضحية تحت تأثير الصدمة عن النطق بكلمة واحدة.
Facebook Post |