أربع "مغامِرات" في غزة

02 اغسطس 2016
المغامرات الأربع (محمد الحجار)
+ الخط -
أربع مصورات فلسطينيات من غزة، يتخذن الأمر هواية ويملأن حساباتهن في "إنستغرام" بصور مغامرات يومية لهن تنقل مشاهد جميلة من القطاع المحاصر

يشكل فريق "المغامرات" الفلسطينيات الأربع حالة فريدة في قطاع غزة. لكلّ واحدة فيه أحلام مختلفة عن غيرها، لكنهن يعملن بروح واحدة، ليبرزن الجانب الجميل في قطاع غزة بصور تجذب الآلاف إلى حساباتهن في موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام". وبمضيّ الأيام، زاد عدد متابعيهن حتى وصل إلى أكثر من 170 ألفاً من داخل فلسطين ومن الوطن العربي والعالم. هن فتيات فلسطينيات خرجن من أسر العادات والتقاليد التي تفضل بقاء المرأة معزولة عن خوض تجربة مواقع التواصل. يستخدمن هواتفهن بكلّ بساطة لتصوير اللقطات ومقاطع الفيديو وينشرنها عبر الحسابات ويكسبن الكثير من الثناء يومياً.

إحدى الفتيات إنصاف علاء حبيب، طالبة سنة رابعة صحافة في الجامعة الإسلامية، تبلغ من العمر 21 عاماً. بداية خوضها المجال الإعلامي جاءت في تحدٍّ لرغبات أهلها الذين لم يروا هذه المهنة مناسبة لها. بعد مرحلة الثانوية العامة بدأت دراسة الكومبيوتر وطرق تدريسه تلبية لرغباتهم. لكنها لم تكمل اليوم الأول فيه، وانتقلت إلى اختصاص آخر لم تجد نفسها فيه، حتى انتسبت إلى كلية الإعلام.

في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، بدأت إنصاف في الخروج خلال أوقات الهدنة من المنزل، والتجوال في الأماكن المدمرة توثق بكاميرا هاتفها صور الاعتداءات وتنشرها عبر حسابها على "إنستغرام". بدأت تستقبل الكثير من المتابعين. استغلت زيادة المتابعين لتعبر عن شخصيتها وعن خواطرٍها التي تكتبها مع كلّ صورة إلى جانب تصوير الجانب الجميل من غزة. في هذا الإطار، أطلقت وسم (هاشتاغ) #مغامرة_إنصاف خلال تجوالها في عدد من أماكن غزة التاريخية والأثرية وغيرها من مشاهد الحياة اليومية للمواطنين. تتحدث في الوسم عن جولتها وعن الهدف منها والمكان الذي تتواجد فيه. ومن خلال ذلك دخلت مجال التدريب في إعداد التقارير الصحافية، وفي المجال الإذاعي بالرغم من كونها طالبة، وخاضت على مدار عامين العمل مع عدة وكالات إعلامية محلية. تجدر الإشارة إلى أنّ حسابها يتابعه أكثر من 45 ألف شخص اليوم.

أما براءة الغلاييني (21 عاماً) فكانت أكثر الفتيات في الفريق موهبة في التصوير منذ بداية دراستها تخصص الإعلام والاتصال الجماهيري في جامعة الأزهر في غزة. تقول لـ"العربي الجديد": "كنت أخرج إلى عدد من الأماكن رفقة صديقاتي، وفي كلّ مكان ألتفت إلى جانب جميل فيه، وأصوره على طريقتي، وتخرج الصورة جميلة ومميزة، وأكرر ذلك في أي محطة أزورها".

كانت براءة تنشر صورها على موقع "فيسبوك"، ثم اتجهت إلى "إنستغرام". حصلت على دورات في التصوير الإعلاني وتصوير الطبيعة والتصوير الفني والصحافي، وبدأت تتابع المصورين المحليين والعالميين. واستمرت في نشر الصور التي تلتقطها كاميرا هاتفها. واليوم تحظى بأكثر من 50 ألف متابع.

على صعيد العمل، بدأت براءة وزميلاتها في الفريق يلفتن النظر لدى الشركات المحلية كمسوقات للمنتجات الوطنية وغيرها بصورة مميزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كانت بدايتهن في المعرض الأول للمفروشات في غزة، ثم انتقلن إلى معارض أخرى، لا سيما المتعلقة بالأزياء.

تقول روان الكباريتي (22 عاماً) وهي خريجة علاقات عامة وإعلان: "عراقيل كثيرة تواجهها الفتيات في غزة خصوصاً في سوق العمل. بعض العائلات حتى اللحظة تعتبر أنّ الفتاة نهايتها في بيتها الزوجي لا غير". بالنسبة إليها، بحثت طوال عام ونصف العام عن عمل فلم تحظَ بفرصة في هذا السبيل. تحب عملها مع الفريق، وباتت اليوم تحظى بأكثر من 24 ألف متابع.

أما الفتاة الرابعة والأخيرة في الفريق فهي فاطمة أبو مصبح (20 عاماً). تدرس هندسة الكومبيوتر والاتصالات في جامعة الأزهر. تستخدم موقع "إنستغرام" وتطبيقه منذ المرحلة الثانوية في مدرستها في مدينة دير البلح وسط القطاع، وكانت تصور اليوميات بأسلوبها. لكنّها في المرحلة الجامعية انتقلت إلى مرحلة أخرى في التصوير بعد خوضها التجربة التطوعية في بعض الأنشطة الاجتماعية المختلفة.

وبالرغم من تخصص فاطمة البعيد عن مجال الإعلام لكنّها نجحت في خوض المجال، وبات لديها أكثر من 56 ألف متابع على "إنستغرام". تعمل إلى جانب هوايتها في الفريق، مع شركة خاصة بالتسويق الإلكتروني والإشراف على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من الشركات المحلية في فلسطين وخارجها.

تملك الفتيات الأربع تأثيراً ملحوظاً في موقع "إنستغرام" من خلال صورهن الجميلة عن غزة، وما زلن يسعين إلى المزيد من النجاح.

المساهمون