أرامل اليمن يكافحن الفقر بـ"اللحوح"

18 مايو 2014
ثلث سكان اليمن يعانون الفقر (أرشيف/فرانس برس/getty)
+ الخط -

وسط الطرقات وعلى أرصفة شوارع العديد من أسواق صنعاء، تنتشر بائعات "اللحوح"، اللاتي لجأن إلى هذه المهنة لمكافحة قسوة الفقر وتأمين لقمة العيش، رغم قسوة نظرة المجتمع إليهن.

و"اللحوح" نوع مميز من الخبز يشبه الرقاق في خفة وزنه ورقته، ويصنع من حبوب الذرة والقمح.

وتعمل في هذه المهنة النساء الأرامل والمطلقات وبينهن أيضاً فتيات صغيرات أجبرهن فقر أسرهن على ترك فصول الدراسة والذهاب إلى الأسواق للبيع على الأرصفة.

وتبدأ بائعات "اللحوح" عملهن في وقتٍ مبكرٍ من الصباح، حيث تحمل كل واحدة ما استطاعت صناعته، ويكون وقت الظهر ذروة البيع وهو الوقت الذي يخرج فيه الموظفون من أعمالهم ويلجؤون لشراء "اللحوح" من الأسواق.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في اليمن، إذ يعيش ثلث السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم، وتقدّر البطالة بنحو 35%، في حين تصل هذه النسبة بين الشباب إلى 60%. 

وتتفاوت أسعار رغيف "اللحوح" حسب وزنه وجودته ما بين 30 و50 ريالاً يمنياً (14 سنتاّ إلى 23 سنتاً)، ويرتفع سعره أكثر في المناسبات الدينية كشهر رمضان، والذي يعتبر موسماً   يدر أرباحاً تعوّل عليه بائعات "اللحوح" في تعويض ركود الأيام العادية.

ويتضاعف البيع في رمضان نظراً لإقبال الناس على شراء "اللحوح"، الذي يمثل وجبةً رئيسيةً في مائدة الإفطار لا غنى عنه لدى الأسر بسبب طمعه اللذيذ وسهولة هضمه.

ويقول متابعون لهذه المهنة إنّ بائعات اللحوح يناضلن بجدارة لكسب لقمة العيش بالاعتماد على أنفسهن بدلاً من اللجوء إلى التسول .

لكن لا تزال نظرة المجتمع إلى من يمتهن هذه المهنة قاصرةً خاصة تجاه النساء العاملات نتيجة ثقافة سائدة ،ترى أنّ الرجل هو من يحق له العمل ودخول المرأة في مهنة كهذه تجاوزاً لقيودٍ وضعها المجتمع منذ زمن وإنّ بدأت تتلاشى مع الوعي.

يذكر أنّ اليمن يواجه أزمات إنسانية على نطاقٍ واسعٍ، تتمثّل في حاجة 14.7 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري 2014، حسب التقارير الرسميّة.

الدولار = 214.9 ريال يمني.

دلالات
المساهمون