أراضي 48:يعتدون على تلاميذ بحجة اعتمار الكوفية الفلسطينية

15 نوفمبر 2014
الاحتلال أشاع أن الخلاف طائفي (محمود همس/فرانس برس)
+ الخط -

علم "العربي الجديد" من مصادر في قرية أبو سنان الجليلية أن الاعتداءات التي وقعت في وقت متأخر مساء الجمعة على مجموعة من سكان القرية وبدأت في أحد مقاهيها، تعود بالأساس إلى اعتمار تلاميذ من المدرستين الشاملة والثانوية في القرية، الكوفية الفلسطينية، أسوة بمئات وآلاف التلاميذ الفلسطينيين في الداخل، الذين توجهوا الإثنين الماضي إلى مدارسهم بالكوفية؛ ردا على قتل الشهيد خير حمدان ليلة السبت الماضي من قبل عناصر الشرطة.

وأكّد شهود من قرية أبو سنان ومن العائلات التي تم الاعتداء عليها، خلال أعمال العنف مساء الجمعة، أن القضية بدأت يوم الإثنين، وأنه على ضوء التوتر الذي حدث في المدرسة بعد أن تقدم بعض الشبان من الطائفة المعروفية بطلب من مدير المدرسة الشاملة في القرية من التلاميذ إنزال الكوفية الفلسطينية.

وأضافت والدة أحد التلاميذ، أنّ "شباباً من القرية انتظروا التلاميذ بعد الدراسة واعتدوا عليهم يومي الإثنين والثلاثاء، بما في ذلك الاعتداء على تلاميذ لم يعتمروا الكوفية".

ووفقاً لمعلومات دقيقة، حصل عليها "العربي الجديد"، فإنّ "بعض الخادمين في الجيش الإسرائيلي من أبناء الطائفة الدرزية في قرية أبو سنان نفسها، حضوا أقاربهم في المدرسة على التوجه إليها بملابس تحمل رموزاً دينية وأخرى تحمل الرموز الإسرائيلية الصهيوينة، مع رفع لهجات التحريض والتهديد".

كما بث المعتدون الذين يخدمون في جيش الاحتلال إشاعات وأقاويل لجهة طمس حقيقة الاعتداء على التلاميذ يومي الإثنين والثلاثاء، وإلباس ذلك صورة طائفية وكأن المسألة خلاف بين تلاميذ مسلمين ودروز.

وأكّدت والدة أحد الشبان التي تم الاعتداء على ابنها وبيتها وبيوت عائلتها، أنّ "الموضوع لم يكن له أي أساس طائفي وأن القضية وطنية بالدرجة الأولى، بدليل أنه عندما تمت الاعتداءات الأخيرة عبر إطلاق النار والقنابل من قبل مجموعة تخدم في الجيش الإسرائيلي، وقفت الشرطة جانبا ورفضت التدخل على الإطلاق، وكان بعض المعتدين يصرخ في وجه أفراد الشرطة أنهم يخدمون في الجيش وعلى الشرطة ألا تتدخل وتمنعهم، فيما اضطرت عائلات المصابين إلى تهريب جرحاها من خلف البيوت إلى سيارات الإسعاف والمشافي.

في غضون ذلك، تبيّن أنّ الاعتداءات أسفرت عن ثلاثين جريحاً من أهالي القرية، فيما شرع الإعلام الإسرائيلي يروج لفرية وقوع خلافات واشتباكات طائفية بين الدروز والمسلمين ومحاولات إخفاء حقيقة قيام جهات في القرية ممن تتشدق بـ"المصير الموحد مع دولة إسرائيل"، معارضة أي نشاط فلسطيني للتلاميذ في المدرسة، وعلى رأس ذلك مسألة اعتمار الكوفية الفلسطينية والاحتجاج على قتل الشهيد خير حمدان.

وأعلن صباح اليوم عن تشكيل لجنة شعبية من مختلف أطياف القرية، في محاولة لتطويق الأحداث ووقف تفاقم الأمور، خصوصاً أن الشرطة الإسرائيلية انتشرت في القرية بأعداد كبيرة.

هذا وتجري محاولات من وجهاء وزعامات طائفية لتطويق الموقف.