يحمّل اليمين المتعصب المهاجرين أزمات مجتمعاته، لكن، وبرأي مناصري قضايا المهاجرين، سواء أكانوا عربا أم من جنسيات أخرى، ثمة بينهم من يصب الزيت على النار. فيسأل أحد هؤلاء "كيف ستقنع الناس العاديين بأن المتطرفين على خطأ حين تنفجر فيهم وتهين ثقافتهم وبلدهم وديمقراطيتهم وأنك لا تحترم بلدهم؟ ثم يذهب البعض لتمجيد دكتاتوريين هربوا منهم إذا ما حُوكموا لمخالفة قوانين البلد".
تساؤل الناشط وغيره ينتقل إلى قمة الهرم السياسي في بلاد لم يكن يعرف عن يسارها التشدد، لتنتج سياسات محاباة يمين متطرف بسؤال مستهجن: "إذا لم تكن راضيا عن السويد والدنمارك وألمانيا فماذا تفعل بيننا إذا؟".
حتى يسار الوسط صار يطرح الأسئلة ولو من باب "الحرص على الأغلبية التي تريد بالفعل العيش بسلام ومواطنة". وبين الطرفين ثمة خشية من انتصار تنبؤات بعض الأكاديميين من أن "صداما لابد أنه حاصل... مهما تأجل".
لكن، يمكن لهذا الصدام أن يتحول لالتقاء وتفاهم إذا أعاد بعضهم قراءة المشهد والمعادلة بشكل يحفظ للإنسان، فردا وجماعة، حقوقه الثقافية والدينية وبنفس الوقت يلتزم بشروط مجتمعات لم تضع دساتيرها وقوانينها بناءً على رغبة الضيوف الذين بات بعضهم يظن مقتنعا بأن "ما يدفعونه لنا هو جزء بسيط مما نهبوه منا..." وينسى هذا البعض أن من ينهبه من المهد إلى اللحد هي تلك الأنظمة التي جعلته يصل إلى أبعد نقطة على الأرض.