أخطاء التحكيم القاتلة...أوروبا نحو النفق المظلم

04 مايو 2018
هل تُستعمل تقنية الفيديو في الموسم المقبل؟ (Getty(
+ الخط -

بعد أن شهد الدور ربع النهائي من البطولات الأوروبية مشاكل تحكيمية كثيرة بسبب الأخطاء التي ارتكبها حكام المباريات، ها هو الدور نصف النهائي يشهد تكرار الأخطاء مجدداً، وهذه المرة كان لها تأثير كبير على مجريات اللقاءات الحاسمة وتمثلت بأخطاء قاتلة حرمت أندية من الاستفادة منها، وخصوصاً مباراتي "البافاري" ضد "الملكي" وروما ضد ليفربول في دوري الأبطال.

واعتادت الجماهير في السنوات الأخيرة على ارتكاب الحكام لأخطاء تحكيمية في البطولات الأوروبية والتي كانت مؤثرة وحاسمة في عدد كبير من المباريات المهمة، وخصوصاً في الأدوار الإقصائية عندما تتواجه الأندية الكبيرة. لكن موسم 2017-2018 شهد الكثير من هذه الأخطاء التي غيرت النتائج وصنعت الفارق على أرض الملعب.

لمسة يد وأخطاء
شهدت مباراة بايرن ميونخ الألماني وريال مدريد الإسباني الكثير من الأخطاء في مباراتي الذهاب والإياب والتي تحدثت عنها الصحف الرياضية العالمية وأشارت إلى أنها كانت من أبرز أسباب تأهل النادي "الملكي"، وذلك في وقت كان "البافاري" يستحق العبور نظراً للأداء القوي الذي قدمه خلال 180 دقيقة.

في مباراة الذهاب على ملعب "أليانز أرينا"، طالب لاعبو بايرن ميونخ بركلتي جزاء، وأظهرت الإعادة التلفزيونية أنهما صحيحتان ويمكن للحكم أن يُعلن عنهما. وواحدة من ركلات الجزاء تُشبه كثيراً تلك التي حصل عليها لوكاس فاسكيز في الدور ربع النهائي أمام فريق يوفنتوس إثر تلاحم مع المدافع مهدي بن عطية من الخلف.

وتكرر الأمر نفسه مع ليفاندوفسكي الذي تعرض لتلاحم ودفع من الخلف عن طريق لوكاس فاسكيز. كما شهدت المباراة أخطاء وهفوات تحكيمية عرقلت تقدم النادي "البافاري" في اللقاء وساهمت في عدم تسجيله لأكثر من هدف رغم استحقاقه لهذا الأمر.

في المقابل، شهدت مباراة الإياب أخطاءً أكثر وضوحاً من الحكم الرئيسي، وذلك بعد حرمان فريق بايرن ميونخ من ركلة جزاء صحيحة إثر لمس المدافع البرازيلي مارسيلو للكرة بيده وتغيير اتجاهها بشكل واضح وعلني أمام الحكم الرئيسي وحكم الراية. إلا أن حكم اللقاء لم يحتسب أي شيء وطلب متابعة المباراة بشكل طبيعي.

أما المباراة الثانية التي شهدت كوارث تحكيمية، فكانت بين ليفربول الإنكليزي وروما الإيطالي. بدايةً من لمسة اليد الواضحة على أرنولد داخل منطقة الجزاء إثر تسديدة قوية من المهاجم الإيطالي ستيفان الشعراوي، ورغم أن الكرة غيرت اتجاهها وكانت ستدخل الشباك، إلا أن الحكم السلوفيني سكومينا طلب متابعة اللقاء بشكل طبيعي دون احتساب ركلة جزاء لروما والتي كانت كفيلة بتغيير النتيجة وربما منح الفريق الإيطالي بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية.

ومن بين الأخطاء أيضاً هناك الهدف الأول لفريق روما، حيثُ أظهرت الإعادة ان دزيكو كان يقف في موقف متسلل قبل متابعته لتسديدة الشعراوي. في وقت احتج فريق ليفربول على خطأ داخل منطقة الجزاء ارتُكب على ساديو ماني، إلا أن الحكم لم يُعلن عن ركلة جزاء في النهاية.

ركلة ركنية قاتلة
حرم خطأ تحكيمي ساذج فريق سالزبورغ النمساوي من القتال حتى النفس الأخير من أجل العبور إلى المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي، وذلك بعد احتساب ركلة ركنية غريبة قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني والتي جاء منها هدف التأهل لمارسيليا الفرنسي.

وتقدم فريق مارسيليا في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين، ليصنع فريق سالزبورغ النمساوي "ريمونتادا" ويعود في النتيجة بتسجيله هدفين على أرضه وتذهب المباراة لأشواط إضافية من أجل الحسم. وفي وقت حاول الفريقان تسجيل الأهداف لخطف بطاقة التأهل إلى النهائي، حدث ما لم يتوقعه أحد عند الدقيقة 116، أي قبل أربع دقائق فقط من نهاية الشوط الإضافي الثاني.


وسدد لاعب مارسيليا البديل أندري أنغويسا كرة قوية على مشارف منطقة الجزاء، غيرت اتجاهها بقدم زميله لوكاس كامبوس وخرجت من أرض الملعب. إلا أن حكم المباراة فاجأ الجميع عبر احتساب ركلة ركنية غير صحيحة لفريق مارسليا في قرار غريب أثار غضب لاعبي فريق سالزبورغ، في وقت احتجت الجماهير بشراسة في المدرجات.

ولسوء حظ فريق سالزبورغ كلف هذا الخطأ التحكيمي تسجيل مارسيليا للهدف الأول في اللقاء والذي يضمن تأهل الفريق الفرنسي إلى المباراة النهائية بعد سنوات من الغياب. إلا أن هذا الخطأ سيبقى في ذاكرة جماهير سالزبورغ إلى الأبد، لأنه حرم الفريق النمساوي فرصة القتال حتى النفس الأخير وربما خوض ركلات الترجيح والتفوق بها والتأهل إلى النهائي ـ الحلم.

المساهمون