أحياناً.. قبل البحر

07 يناير 2017
(الشاعرة سميرة نقروش)
+ الخط -

بمائة وثمانين درجة


إلى ك.أ


1

ألبي نداء الغرب
نداء هذه السكك التي تحملك
جارفة ساعة
اللقاء

تصل إلى مكان الذكرى
حيث يصبح الفعل استعارة
هسيس لغة
صمتاً

بالعيون التي انتظرتك
تعيد اكتشاف الجبل القائم
فيما وراء "تسالا" وجهة
نظر محوّرة


2

تتحدث في الماضي
عمّا يمكن جبره
فوق شجرة السنديان التي نعذّبها

حركات راسخة مكرورة
همسات نوتات معقوفة
فوق مساحة للصّقل
للحياة
مراكز بصمات
جراح
تنطق جيداً كل تمزّق
وتغرق ببطء
في الذاكرة التي لا تلتئم


3

في ظلّ الجدار
مأوى الشمس الأخير
ثمة موعد الصباح

ملاحقة طقس
التاريخ الآتي
من الرحم المقلوب
إنها الأصابع نفسها
التي تعانق الطريق
السكك المحترقة
مربع الأرض
زاوية إطلاق النار
الانتظار التعب


4

أنت لا تقول
طبيعة الأشياء
انبثاق الشك


5

أنت لا تحتفي بما يجري
أنت لا تحتفي بما يأتي
تلزم الصمت
في ساعة محدّدة
وتنصرف في درجة مائة وأربعين درجة.



جاز الزيتون

قبل البحر/ تفلت الريح من الزمن
وتمنح الشمس المغمى عليها
مذاق مصباح مطفأ
البحر مثقل دوماً ببواخره الصدئة
البواخر التائهة التي لا تصل في موعدها
البواخر الحكيمة بالكاد في ظل العاصفة
قبل البحر، هذا النهار الخجول
كان في يوم من الأيام نهاراً ليليّاً
في كبد السماء
أحياناً، قبل البحر
نجد بلاد الشمس الرمادية


قبل البحر/ مثل كتاب
من الماضي يسلك طريق الثلج
هذه الطريق حيث غدا
هناك الحنان لا ينتظر النجوم
هناك حيث يرحل الأجداد بعيداً
مثل زيت ينساب على إيقاع نبضه


قبل البحر
الوعد
التبرير
ضوء
عدّاد جديد
حيث كلّ عود يبدأ ويعود إلى البدء
ليغسل اللون الرمادي
اللون الرمادي المغشوش للسماء


بعد البحر
زيتي يسيل تارة بقوة وتارة ببطء
يأخذ نفس النبض
حبّة زيتون بعد أخرى
ويعتقد أن كل لقاء
قد غيّر الحياة
قد أخرجها من الظلمة إلى النور
قد غزا العدّاد
من الصفر
كلّ شيء ممكن
كلّ شيء يذهب ويعود
في مدّ البحر المستعاد


* شاعرة جزائرية

** ترجمه عن الفرنسية: جلال الحكماوي

المساهمون