تملأ القمامة شوارع حي الجورة، والحاويات المخصصة لجمعها غير متوفرة، وأوضح الناشط سلامة المحمد لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي غير قادرين على التحمل. مجلس المدينة يبرر عدم جمع القمامة من الشوارع بأن الوقود اللازم لتشغيل السيارات غير متوفر، وتتم عملية نقل القمامة مرة واحدة كل عشرة أيام، ولا تتم بالشكل المطلوب".
وأضاف المحمد: "يلجأ الأهالي إلى حرق القمامة عند تأخر إزالتها من الشوارع، ورغم أن ذلك يفاقم التلوث، إلا أنه الحل الوحيد المتاح في ظل عدم الاستجابة لطلباتهم والشكاوى المقدمة من قبلهم لمجلس المدينة الذي يكرر أن الأهالي لا يرمون النفايات في الأماكن المخصصة لها".
وبعد مرور عام ونصف العام على إنهاء سيطرة تنظيم داعش على هذه الأحياء، ومنها حي الحميدية، فإنه لم يتم تزويدها بالكهرباء حتى الآن، ويؤكد سليمان محمد الذي يعيش في حي الجورة، أنه بعد خروج التنظيم وسيطرة النظام بقيت الأمور على حالها، وبعض الأمور زادت سوءا.
وقال سليمان لـ"العربي الجديد"، إن "أكوام القمامة في كل مكان، والحشرات والقوارض تملأ المكان، وكل فترة تفيض مياه الصرف الصحي. نشعر بأننا مضطهدون، وأنه علينا التحمل، ومجلس المدينة لا يعمل سوى في المناطق التي تقطنها عائلات المتنفذين في النظام، ونحن نعامل على أننا غرباء".
غادر محمد العبدالله مدينة دير الزور قبل سنوات، ولا يظن أن عودته مع ابنه وزوجته إلى المدينة الخاضعة لسيطرة النظام قريبة في ظل ما ينقله له أقاربه من صور معاناتهم، فلا توجد خدمات، والمشفى الحكومي يفتقر إلى كل شيء، فالأجهزة معطلة، وهناك اختصاصات لا يتوفر لها أطباء، حتى أن المشفى يعاني من مشكلة النظافة.
وكما في باقي مناطق سيطرة النظام بمحافظة دير الزور، فعدد الشبان قليل كونهم مستهدفين من قبل قوات النظام وأجهزته الأمنية، وغالبية السكان من كبار السن والنساء والأطفال، وهؤلاء يعانون من تدني الخدمات.
وتعد مدينة دير الزور من أكبر مدن الشرق السوري، وبلغ عدد سكانها قبل اندلاع الثورة السورية 160 ألف نسمة، وللمدينة ألقاب كثيرة بينها "لؤلؤة الفرات" و"الزمرة الخضراء".