أحمد يوسف منسيٌّ في سجنه

لم يحتفل طالب السنة الأخيرة في كلية الطب في جامعة القاهرة، أحمد يوسف، بعيد ميلاده للسنة الثانية على التوالي. فسجن عجرود العسكري في السويس، حيث هو منذ أكثر من 400 يوم، لا يعرف الاحتفالات وأشياء كثيرة أخرى. حتى زيارات الأهل محددّة بدقائق فقط.

اعتاد يوسف الاحتفال بعيد ميلاده (في 16 سبتمبر/أيلول من كلّ عام) وسط الأهل والأصدقاء. هو يوم للفرح. لكنه بدا كئيباً هذه المرة. جاء ليذكره بغربته ووحدته، هو الذي تحاصره جدران صماء. يُحاكم يوسف المنسيٌّ في سجن عجرود عسكرياً في الوقت الحالي، وقد اعتقله عناصر من الجيش الثالث الميداني في 14 أغسطس/آب من العام الماضي في محافظة السويس، أثناء إسعافه الجرحى الذين خرجوا في تظاهرات غاضبة ذلك اليوم احتجاجاً على فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة.

انعقدت جلسة محاكمته الأولى، بعدما مددت النيابة العسكرية فترات حبسه الاحتياطي مرات عدة، في السادس من يوليو/تموز الماضي، ولا تزال الجلسات مستمرة لسماع آراء الشهود. يأمل يوسف صدور قرار بالإفراج عنه، حتى يلتحق بالامتحان النهائي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقال محاميه إبراهيم حزين لـ"العربي الجديد" إن "يوسف ظلّ منسياً في السجن طوال الفترة الماضية، وهو متهم بإتلاف متعمد لمدرعة تابعة للجيش وسرقة السلاح". أضاف أنه "قدّم مستنداً (شهادة) صادراً عن نقابة الأطباء، يُثبت عمله في المستشفيات الميدانية ومعالجة الجرحى"، موضحاً أن "هذا خير دليل على براءته".

أحد أصدقاء يوسف (طلب عدم ذكر اسمه) احتفل بعيد ميلاده على طريقته الخاصة. كتب على صفحته على "فيسبوك": "نحن في كليتنا أمضينا 365 يوماً في سنة سادسة طب، فيما أمضى أحمد يوسف أكثر من ذلك في المعتقل. مرّ علينا عيدان في السنة نفسها، قضاهما هو في المعتقل...". وقال لـ "العربي الجديد": "أزوره كل جمعة. في كلّ مرة أقول له: ستكون هذه آخر مرة أزورك في المعتقل. كرّرت هذه العبارة عشرات المرّات حتى اليوم، ولا يزال يوسف في المعتقل وقد حُرم من امتحاناته". يضيف صديقه أن "مشكلة يوسف تتلخّص في أن السنة السادسة بكلية الطب تتطلّب حضور الطالب، ويتم احتساب نصف درجاته وفقاً لمدى التزامه بالحضور. ومن لا يستوفِ هذه النسبة، يحرم من حضور الامتحانات". وأشار إلى أن "زملاءه تحدثوا مع عميد الكلية المنتهية ولايته، ووعدهم ببحث إمكانية دخوله الامتحانات". ينتظر صديق يوسف تعيين عميد جديد من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي قبل بداية العام الدراسي في 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، للحصول على موافقة خطية لإرسالها إلى السجن.