أحمد شفيق يعرض خدماته الانتخابيّة على السيسي

10 مايو 2015
+ الخط -

أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق واسع في انتشار ملصقات تروّج لعودة المرشح الرئاسي الأسبق أحمد شفيق إلى مصر، حاملة شعار "شفيق هو الرئيس" وموقّعة بما يسمى "حركة أنت الريس"، مع بعض أرقام الهواتف الجوالة، داعية المواطنين بإشهار توكيلات رسمية لشفيق، وذلك في بعض محافظات الصعيد خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي.

وتشير مصادر حكومية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ المستشار الأمني للسيسي، اللواء أحمد جمال الدين، أمر جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقاً) بإعداد تقرير عاجل عن هذه الملصقات، ومدى قوة وتأثير الشخصيات العائلية والقبلية المساندة لشفيق والمندمجة في حزبه "الحركة الوطنية"، وما إذا كانوا يتحدثون في جلساتهم الخاصة في الاتجاه الذي تسوق له الملصقات من عدمه.

وتضيف المصادر أنّ جمال الدين نقل إلى شخصيات أمنية ما وصفه بـ"الغضب الشديد للسيسي" تجاه أي حديث عن شرعية شفيق المفقودة وأحقيته في رئاسة الجمهورية، وأنه يُمنع كلّياً أن يضم مجلس النواب المقبل أي شخص تابع لشفيق يتبنى مثل هذه الاتجاهات المناوئة للسيسي، أو المحرّضة على نظامه.

وتوضح المصادر أنّ سبب الغضب يعود إلى أن السيسي أرسل الشهر الماضي رسائل طمأنة واضحة لشفيق وحزبه في حرية خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من دون تضييقات أمنية أو إعلامية، بشرط الكف عن الترويج لشرعيته المزعومة كرئيس للجمهورية.

اقرأ أيضاً: "رسائل طمأنة" من السيسي إلى شفيق

وتؤكد المصادر أنّ جهات سيادية مصرية تواصلت مع شفيق عبر وسطاء إماراتيين خلال الأيام الماضية، لسؤاله عن ظاهرة الملصقات الطارئة، فنفى لها مسؤوليته عن ذلك، وحذّرها من أنّ "بعض الجهات تريد توسيع الصدع بينه وبين السيسي لمصلحة الإخوان وجماعات إسلامية أخرى قبل انطلاق الانتخابات".

ويصف مراقبون هذا التبرير بأنّه "حجة لا تنطلي على أحد، فتيار الإخوان والجماعات الإسلامية، ليسا في صراع مع المرشح الرئاسي الخاسر في المرحلة الحالية"، لافتاً إلى أنّ شفيق شدّد خلال تواصله مع الجهات السيادية تلك، على أنّ "حزبه يدعم السيسي وسيكون الطرف الأكثر تنظيماً بين الأحزاب المنتمية لمعسكر 30 يونيو/ حزيران 2013".

وبحسب المصادر، فإن شفيق عرض على الوسطاء محادثة السيسي وجهاً لوجه، ليتبرأ من الملصقات المذكورة، ويعرض عليه خدماته في تشكيل مظلة لأحزاب سياسية مساندة له في البرلمان المقبل، بحثاً عن دور سياسي مضمون عندما يعود إلى مصر، بعد إنهاء ملفات القضايا الجاري التحقيق فيها بشأن مخالفاته المالية لدى القضاء العسكري وجهات تحقيق أخرى.

ووفقاً لمصادر خاصة بـ"العربي الجديد"، فإنّ السيسي يحرص على أن يبقى اسم شفيق خياراً بعيداً عن الطرح إقليمياً ودولياً، وفي الوقت عينه، يسعى إلى ضمان عدم طرحه داخلياً، لذلك يحتفظ بكل الأوراق التي تمنع عودته أو تواصله مع قوى سياسية مصرية، خصوصاً تلك التي تنتمي لحزب النور السلفي، الذي يحتفظ بعلاقات مع الجنرال الهارب من ملاحقات قضائية، والمقيم منذ سنوات بدولة الإمارات العربية المتحدة.

اقرأ أيضاً: الانتخابات المصرية المؤجلة