"وليمة متحرّكة" عنوان معرض يتواصل في "غاليري مطافئ: مقرّ الفنانين" في الدوحة للفنان القطري، أحمد الجفيري، حتى الثالث من الشهر المقبل؛ حيث يضمّ خمسة عشر عملاً أنجزها خلال فترة إقامته التي امتدت لمدة ثلاثة أشهر في "المدينة الدولية للفنون" في باريس، بتنظيم من "متاحف قطر".
يُقدم الفنان في معرضه، الذي افتتح الأحد، رؤية معاصرة لمعالم باريسية والمشاعر التي تنتاب أفراداً من جنسيات مختلفة تجاه المدينة ومشهدها الفني، إذ يقدّم تصورات عاطفية لواحدة من أبرز عواصم العالم، مبحراً في التأملات الرومانسية للمدينة وملقياً الضوء في الآن ذاته على جوانبها المظلمة، مثل حالات التشرّد والفقر.
قام الجفيري بنصب عمل مفاهيمي من حجم كبير توسّط قاعة العرض، عبارة عن قبّة حديدية تتدلّى منها سلاسل معدنية معلّق في آخرها أقفال حديدية، مثل تلك الأقفال التي عادة ما يعلّقها السياح على سياج أحد جسور باريس، وتحيط بـ "القبّة الحديدية" لوحات فنية.
تُركّز الأعمال المعروضة على إبراز مناطق الجمال في الأشياء التي ينقصها الكمال، حيث تتعامل مع مفهومي الجمال والكمال بوصفهما تعبيراً عن مصطلحين نسبيين، كما تتناول مفهوم الحرية وموضوع القبول المجتمعي، مدفوعاً باهتمامه بالسمات الفردية التي تميّز كل شخص عن الآخر، إذ يرى أن التفرّد عنصر رئيسي للتوصّل إلى ابتكارات جميلة.
ثمّة تأثيرات متعدّدة في تجربة الفنان مثل بنائه للعلاقة بين الواقع والخيال ضمن أجواء تذكّر بـ مارك شاغال؛ حيث تتداخل عناصر حلمية بأخرى محسوسة من الواقع في تكوين واحد، أو في استعارته من أندي وارهول مقاربته لكل ما نستهلكه بوصفه مادة للفن من خلال إعادة النظر في حضورها الطاغي في حياتنا لتنكسر الحواجز بين ما هو فني وما هو استهلاكي.
يذكر أن الجفيري قد أنهى برنامج الإقامة في الدورة الخامسة التي احتضنتها "المدينة الدولية للفنون" في باريس واختتمت في الحادي والثلاثين من تموز/ يوليو الماضي، إلى جانب مشاركة الفنانين القطريين ابتسام الصفار، وناصر العطية، وعبد الله الكواري، وغادة الخاطر.