أحلام معلقة للمتطوعين بعد تأجيل الألعاب الأولمبية

13 ابريل 2020
المتطوعون يعتزمون المشاركة في 2021 (Getty)
+ الخط -

بعد تأجيل الألعاب الأولمبية إلى صيف عام 2021، تواجه اللجنة الأولمبية الدولية تحديات كبيرة تتعلق بالتحضيرات الاستراتيجية واللوجيستية على صعيد الاستضافة والفنادق وغيرها من الأمور. ويُضاف إلى ذلك مشكلة المتطوعين الذين يشاركون في الألعاب ويساعدون اللجنة المنظمة في التحضيرات والتنظيم على الأرض وفي المنشآت الرياضية المُحددة. 

وفي هذا الإطار تبرز إلى الواجهة خيبات آمل المتطوعين الذين كانوا ينتظرون بشغف انطلاق الألعاب الأولمبية في الصيف، وبعد تأجيله بسبب فيروس "كورونا" تحدث بعض المتطوعين عن وجهة نظرهم بعد قرار التأجيل إلى صيف عام 2021.

بدايةً من المتطوعة آمي إندو التي حلمت لسنوات برؤية دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو هذا الصيف، ولكن على الرغم من خيبة أملها الكبيرة بسبب تأجيلها، فإنها مصممة على أن تكون جزءًا من نسخة العام المقبل. وفي هذا الإطار قالت الطالبة الجامعية البالغة من العمر 19 سنة لوكالة "فرانس برس" بعد فترة ليست طويلة بعد الإعلان عن تأجيل دورة طوكيو 2020 بسبب فيروس كورونا المستجد، إنها "حدث رياضي يقام مرة واحدة في العمر".

ولا تفكر المتطوعة إندو حتى في الانضمام إلى زملائها الطلاب في الحصول على وظيفة صيفية العام المقبل، مؤكدة تصميمها على التطوع في دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة "سأكسب شيئاً لا يستطيع المال شراءه".

وكانت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020، تلقت طلبات عشرات الآلاف من المتطوعين الذين يريدون المشاركة في تنظيم حدث رياضي ضخم بحجم الأولمبياد، حيثُ برز إلى الواجهة تقديم الكثير من القرى والبلدات والمدن طلبات للمساعدة في عملية التنظيم أو استضافة الرياضيين المشاركين في  الألعاب.

بالنسبة للكثيرين، تأجيل الألعاب يُشكل خيبة أمل شخصية، بعد سنوات من التحضير والحلم في بعض الأحيان، وفي هذا الإطار قالت إندو التي تدرس الأعمال والسياسة العامة: "منذ أن كنت في المدرسة الابتدائية، كنت آمل أن تكون اليابان مضيفة للألعاب الأولمبية"، مشيرة إلى أنها تغلبت على خيبة أملها من خلال التفكير في العديد من الآخرين الذين شاهدوا بدورهم أحلامهم تتأجل أيضاً.

في المقابل كانت شيزوكو يابوساكي البالغة من العمر 63 سنة، طفلة عندما استضافت اليابان للمرة الأخيرة دورة للألعاب الأولمبية، وتتذكر مشاهدتها حفل الافتتاح في العام 1964 في تلفزيون ملون نادر. وقالت في حديثها لوكالة "فرانس برس" "أتذكر المشهد بوضوح، والإثارة عندما كنا نهتف تشجيعا لعدائي سباق الماراثون".

وأمست يابوساكي متطوعة أولمبية رسمياً بعد قبولها من اللجنة المنظمة، وتمنت استخدام مهاراتها في اللغتين الإسبانية والبرتغالية واستعادة تجربتها كمتطوعة في نهائيات كأس العالم في عام 2002 التي استضافتها اليابان مشاركة مع كوريا الجنوبية.

وقالت في هذا الإطار: "كان هناك شعور بالمتعة والكثير من المشاعر التي يمكن أن تشعر بها فقط على الأرض". لكنها بدت متعاطفة مع قرار التأجيل، وأشارت إلى أنها ستشارك "بالتأكيد" العام المقبل، مضيفة أن التأجيل سيمنحها المزيد من الوقت مع أحفادها هذا الصيف.

خيبة أمل حقيقية

في بلدة ساغاميهارا بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو، أمضى المسؤولون المحليون أكثر من عامين استعداداً لاستضافة رياضيين من البرازيل وكندا، وحتى قبل التأجيل، اعربوا عن سخطهم عندما أعلنت كندا أنها لن ترسل رياضيين إلى أي ألعاب تقام هذا العام بسبب الفيروس.

وقال مدير الاستعدادات للألعاب في مصلحة التخطيط في المدينة هيساشي كيكوتشيهارا "نعتقد أن اللجنة الأولمبية الكندية اتخذت القرار النهائي بإعطاء الأولوية للرياضيين.  لكن من وجهة نظرنا، كان القرار خيبة أمل حقيقية". وكان القرار الكندي جزءاً من موجة ضغط كبيرة أجبرت اللجنة الاولمبية الدولية واليابان على اتخاذ قرار تأجيل الألعاب في نهاية المطاف، والتي باتت مقررة الآن في الفترة بين 23 يوليو/تموز والثامن من أغسطس/آب 2021.

لكن المسؤولين في ساغاميهارا قالوا إنهم تنفسوا الصعداء عندما أكدت كل من كندا والبرازيل أنها ستلتزم بالإقامة في البلدة العام المقبل. وفرش السكان بالفعل السجادة الحمراء للرياضيين الكنديين، بما في ذلك فريق التجذيف للشباب الذي استقبله مئات من السكان المحليين هتفوا لهم خلال مشاركتهم في بطولة العام الماضي.

في المقابل قال قائد البلدة زينزابورو ميانو لوكالة فرانس برس "اعتقدنا ان الضيافة ستبدأ بوصولهم ، كنا نهدف الى حشد 300 شخص على الأقل على طول 150 متراً من الطريق العام الى مدخل (فندقهم) ولكن أكثر من 400 شخصاً حضروا". وتابع ميانو حديثه وقال: "لقد كان ذلك رائعاً".

كما قدم بعض السكان المحليين وجبات تقليدية للرياضيين حتى أن منهم من سافر معهم إلى طوكيو لتشجيعهم أثناء المنافسة بينهم يوشيمي كوايكي الذي قال "كانت لدي اتصالات قليلة مع كندا من قبل، لكني طورتها بشكل كبير".

كما استضاف ميانو وزوجته كازويو رياضيين لتناول بعض الوجبات التقليدية المحلية، وقال ميانو إن المدينة شعرت بالارتياح بمعرفتها أن الرياضيين سيأتون إلى البلدة العام المقبل رغم التأجيل، وقال "أريد أن أظهر لهم المزيد من حسن الضيافة أكثر مما فعلنا العام الماضي".

المساهمون