أحزان العمّال العرب في عيد صادر فرحته القمع والجشع

30 ابريل 2018
من احتجاجات عمالية في مصر (Getty)
+ الخط -

يحل عيد العمال هذا العام ضيفاً ثقيلاً على صدور الموظفين والأُجراء، لا سيما في العالم العربي حيث حالهم من سيئ إلى أسوأ، فيما يكاد العالم يسمع أنّاتهم دونما قدرة لهم على إسماع صرخاتهم بسبب تشديد الأمن قبضته وتفننه بأساليب القمع.

"بأية حال عدت يا عيد؟" لسان حال العمال الذين تنال منهم عمليات الخصخصة الواسعة التي تمضي من دون هوادة وتطيح مئات آلاف فرص العمل، وسط ارتفاع متواصل للأسعار لا يقابله رفع للأجور، وتتحكم بالحكومات وأصحاب القرار وصفات وبرامج تفرضها المؤسسات الدولية وصندوق النقد مقابل قروض لا تزيد خزائن الدول في النهاية إلا مزيداً من الأعباء وتفضي ختاماً إلى فرض مزيد من الضرائب والرسوم على المواطنين لسدادها.

لم يعد عيد العمال احتفالاً بانتصارات ومكتسبات حققتها الحركة العمالية على مر الزمن، بل أصبحت سمتُه الأساس عند العمال العرب، تجديداً للآلام وغموضاً يكتنف مستقبل القوى العاملة التي تمثل قلب الطبقة الفقيرة المناضلة وشرارة الثورات ضد الظلم الاجتماعي والاقتصادي في كل مكان.

آهات العمال العرب المتصاعدة عاماً بعد آخر، ليست دليل ضعف بمقدار ما هي غضب مكتوم على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وقد ينفجر في أي لحظة إن لم يستعد العمال حقوقهم التي تكفلها القوانين والمواثيق المحلية والدولية.

في هذا الملف، يستعرض "العربي الجديد" ما تمر به الطبقة العاملة في الدول العربية، والمدى الذي وصلت إليه حالهم، بخاصة في دول الحروب ومنطقة الخليج، وسط تساؤل عما إذا كانت ستُجدي تحركاتهم في الحفاظ على مكتسباتهم لم يحظوا بها إلا بعد عقود من النضال.
المساهمون