وظهرت الملصقات الدعائية لحزب التجمع الجمهوري الخاصة بقائمة ولاية بومرداس (70 كيلومتراً) شرقي العاصمة الجزائرية، بدون صور بعض المرشحات اللواتي تم استبدال صورهن برسم ظل امرأة.
وبرّر رئيس حزب التجمع الجمهوري بلقاسم ساحلي، الذي كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية، مكلف بالجالية الجزائرية في الخارج، عدم نشر صور عدد من مرشحات الحزب على الملصقات الدعائية، بأن أوضاع بعضهن الاجتماعية لا تسمح لهن بنشر صورهن، في سياق إكراهات وتقاليد اجتماعية.
وتبدو هذه المبررات غير مقنعة لكثيرين، خاصة أن الأمر يتعلق بولاية سياحية لا تبعد عن العاصمة سوى بـ70 كيلومتراً، وليس بولاية من الولايات الداخلية التي ما زالت تحتكم الى التقاليد والأعراف الاجتماعية، وفي ظل التطور الكبير في وضع وحريات المرأة ومشاركتها السياسية في الجزائر.
وبولاية أدرار جنوبي الجزائر ظهرت ملصقة حزب "العدل والبيان" الذي تقوده نعيمة صالحي، وبها صورة إحدى المرشحات من دون إظهار الوجه.
واستغرب مراقبون من لجوء أحزاب سياسية تزعم اعتناق النهج العلماني والديمقراطي، لكنها غير قادرة على التحرر من إكراهات اجتماعية تجاوزها المجتمع نفسه منذ فترة، وعلق الإعلامي بن جدو خليف: "إذا كانت المرشحات غير قادرات على نشر صورهن للرأي العام ليتعرف عليهن الناخبون، فكيف سيمكن لهن التواجد في البرلمان، أم أنهن سيتحدثن في حال فوزهن بمقاعد في البرلمان من وراء حجاب".