سيجتمع 4 فنانين عرب في لندن، يوم غد الثلاثاء، لإحياء حفلة موسيقية بعنوان "أثر الفراشة"، احتفاءً بالفنانة الفلسطينية الراحلة، ريم البنا، التي كانت أيقونةً في الوسط الموسيقي الفلسطيني، وذلك ضمن مهرجان "شباك" الذي تقدمه "مرسم" في العاصمة البريطانية لندن، بهدف تعريف الجمهور العالمي بالثقافة والتراث العربي. وسيشارك بالحفل الملحن الفلسطيني فرج سليمان، والمغنية اللبنانية تانيا صالح، والمغني والمنتج الموسيقي السوري بو كلثوم، والمغنية التونسية صابرينا جنحاني.
وتنظم الحفل مؤسسة "مرسم"، وهي مؤسسة متخصصة بالفعاليات الثقافية مقرها في لندن، تسعى للترويج للموسيقى العربية البديلة والفنانين المستقلين. وقد كان لـ"مرسم" دور بارز بتقديم مجموعة كبيرة من الفنانين والفرق العربية للجمهور الغربي في السنوات الماضية، من خلال توفير منصات العرض والترويج للفعاليات. وقد استضافت في الأعوام الماضية مجموعة من أبرز الفرق الموسيقية البديلة، مثل "مشروع ليلى" ومارسيل خليفة و"تريو جبران" وغيرها. وتنظم "مرسم" مهرجان "شباك" هذا العام، وهو مهرجان سنوي، يقام في شهر يوليو/ تمّوز كل عام منذ سنة 2011. وحفلة "أثر الفراشة"، التي ستقام تكريماً لريم البنا، ستكون ثالث فعاليات المهرجان هذه السنة.
التقت "العربي الجديد" مع كريستينا حزبون، المسؤولة الإعلامية في "مرسم"، للحديث عن الفعالية المرتقبة، فقالت: "ريم البنا واحدة من أهم المغنيات والملحنات والموسيقيات الفلسطينيات اللواتي كن موجودات على أرض فلسطين. ونحن في "مرسم" كانت لدينا دائماً الرغبة بأن نستقدمها إلى لندن لتغني هنا، فهي شخص مميز تمكن من تحديث الموسيقى الفلسطينية التراثية، وتقديمها بطريقة معاصرة، فحافظت عليها وقربتها من الأجيال الجديدة. ولكن الوقت داهمنا، ولمن نتمكن من تحقيق ذلك أثناء وجودها، ولذلك قررنا أن نحيي ذكراها بعد رحيلها، من خلال حفلة تكرم هذه الشخصية العظيمة التي نحبها".
وعند السؤال عن الطريقة التي تم من خلالها اختيار الفنانين المشاركين بالحفل، أجابت حزبون: "لقد رغبنا بأن نعمل مع الفنانين الذين يعرفون ريم البنا جيداً، وكانوا على علاقة شخصية معها، ومنهم تانيا صالح التي، ولحسن حظنا، رحبت بالفكرة، وكانت متفرغة لها. فهذه العوامل تلعب دورا أيضاً بعملية الاختيار، أقصد إن كان الفنانون متوفرين من ناحية الوقت والطاقة للعمل على عمل ضخم كهذا. ومن العناصر الأساسية في هذا المشروع أيضاً، الملحن وعازف البيانو الفلسطيني فرج سليمان، والذي كان على معرفة بأعمال ريم البنا، كونه فلسطينيًا، ولكوننا جميعاً تربينا على ألحان ريم. فهو من قام بالعمل على إعادة توزيع أعمالها. وكانت مهمة سليمان، بالإضافة إلى الإطلاع على أغاني ريم البنا والاختيار منها، أن يطلع أيضاً على أعمال ما تبقى من فنانين مشاركين في هذه الأمسية. ولحسن حظنا أيضاً، أن الفنان السوري بو كلثوم تحمس للفكرة ووافق على الانضمام إلينا، وكذلك الفنانة التونسية ريم جنحاني".
أمّا إذا ما كانت هناك خطوات لاحقة ستتلو الحفل، كحفلات أخرى أو تسجيل ألبوم، أجابت حزبون: "هذه الحفلة برمجت لتقام مرتين في إنكلترا. الأولى ضمن مهرجان "شباك" الذي تنظمه "مرسم" في لندن، والثانية ستقام في مدينة ليفربول يوم الجمعة القادم، في مهرجان "ليفربول آراب آرت فيستيفال". أما مسألة الاستمرار بتقديم هذه الفعالية، فهو يعتمد على التمويل والتنسيق مع جهات أخرى، لأنّ هذه الأمور هي التي تحسم إمكانية استمرار الفعالية أو عدم استمرارها. ونحن فعلياً نأمل بأن تستمر، لنساهم بالحفاظ على عمل ريم البنا واستمراره. فمن الواجب احترام ما قدمته ريم خلال السنوات الثلاثين الماضية".
وفي ذات السياق، التقت "العربي الجديد" بالموسيقي الفلسطيني فرج سليمان، المشرف على العمليات الفنية الخاصة بالفعالية، وعند سؤاله عن الأسس التي تم اعتمادها في اختيار بعض أغاني ريم البنا، أجاب سليمان: "في الحقيقة، أنا من تولى مهمة العمل على الأغاني، وليس هناك عمل جماعي تطلب تمرينات عن بعد. وقد اخترت مجموعة أغاني ريم البنا، والتي من الممكن أن تلخص مسيرتها الفنية من البداية حتى النهاية. واخترت أغاني متنوعة من كافة ألبوماتها ومشاريعها الفنية. كما قمت باختيار بعض الأغاني من ألبوماتها الموجهة للأطفال، وقمت بالعمل على توزيع ثلاث عشرة أغنية. وستتم التدريبات في الأيام الأخيرة قبل الحفل. إذْ أتيتُ إلى باريس لألتقي بالعازفين، ومنها سنتوجه إلى لندن حيث سنقوم بالعمل مع المغنين، أقصد بو كلثوم وتانيا صالح وصابرينا".
ومن المعروف أن ريم البنا اهتمت بأغان من التراث الفلسطيني، وقامت بإعادة توزيع العديد من الأغاني والتهويدات العريقة. وعندما سألنا سليمان عن الطريقة التي عمل بها على توزيع الموسيقى، وإذا ما كان قد استخدم أسلوب البنا ذاته بإعادة إحياء التراث أو كان له أسلوب آخر، أضاف: "لم أعمل على الأغاني التي أعادت ريم توزيعها، ففي هذه الليلة لن يكون هناك أغان تراثية فلسطينية أو عربية، وإنما هي ليلة لأغاني ريم الخاصة بها. وقمت بتقديمها من وجهة نظري الخاصة مع الحفاظ على الشكل الأصلي لمواد ريم. فحاولت أن أخصص هذه الليلة لتقديمها، لأن الناس قادمون لسماع أغانيها وليس للاستماع لما أقدمه أنا؛ لذلك حاولت أن أحافظ على التوجهات اللحنية والتوزيعية الخاصة بريم قدر الإمكان، ولكن قد تسمع بعض الإضافات الصغيرة. لكنّي لم أرغب بالابتعاد عن عالم ريم الأصيل الخاص بموادها الفنية".