أتلتيكو مدريد.. رحلة صعود دامت 12 عاماً

24 مايو 2014
صورة أرشيفية لأتلتيكو مدريد عام 2000 (getty)
+ الخط -

لم يكن يتخيل أكثر المتفائلين أن يُحدث الأرجنتيني دييجو سيميوني مع أتلتيكو مدريد هذه الطفرة النوعية في الأداء، والتي حولت الفريق في بضعة أعوام إلى منافس قوي يهابه أي خصم، بل وندّ لريال مدريد في نهائي أهم البطولات القارية على صعيد الفرق، ليصل الفريق إلى قمة المجد الكروي بعد رحلة صعود تخللت سقطات موجعة.

وخير شاهد على التطور الذي شهده "الروخيبلانكوس" في السنوات الأخيرة، أنه في الوقت الذي كان يحتفل ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا التاسعة في تاريخه، كان أتلتيكو يحتفل بعودته إلى دوري الدرجة الأولى بعد موسمين من الغياب، واليوم وبعد 12 عاما يستعد الفريقان لخوض النهائي المنتظر على أرض العاصمة البرتغالية لشبونة.

موسم السقوط الكروي

ومثل الكثير من قصص الكفاح دائما ما تبدأ من القاع، فبعد موسم سيئ للغاية لأتلتيكو احتل فيه المركز التاسع عشر برصيد 38 نقطة فقط، واصل "الأتليتي" الصراع من أجل الصعود مجددا إلى دوري الدرجة الأولى، وهو ما نجح فيه بعد موسمين، ليتصدر دوري الدرجة الثانية في موسم( 2001-2002) ليعود مجددا لليجا.


وفي هذه الأثناء كان ريال مدريد يمر بأزهى فتراته ونجح في حصد دوري أبطال أوروبا على حساب باير ليفركوزن الألماني بهدف لاعب الوسط الفرنسي الأسطوري زين الدين زيدان، والذي لا يمحى من ذاكرة عشاق "الميرينجي".

 البحث عن الذات

وبعد الصعود، بدأ الأتلتيكو رحلة البحث عن الذات بين فرق الدرجة الأولى في مختلف البطولات، وتنقل في الدوري بين مراكز منتصف الجدول فاحتل المركز الحادي عشر في موسمين (2002-2003 و 2004-2005) والسابع في آخرين (2003-2004 و2006-2007) والمركز العاشر في موسم( 2005-2006)، وهو الوضع الذي انتهى بعد خمسة مواسم بتولي المخضرم المكسيكي خافيير أجيري تدريب الفريق.

أتلتيكو بين الكبار

بتولي أجيري زمام الأمور بدأ الفريق في حجز مكانه بين الكبار بالشكل المطلوب، ليقوده للمركز الرابع في الدوري الإسباني موسمي( 2007-2008 و2008-2009 )ويتأهل الفريق للجولة التأهيلية لدوري أبطال أوروبا في الموسم الثاني، ويفوز على شالكه ويصعد لدور المجموعات، وينجح في العبور لثمن النهائي قبل الخروج على يد بورتو البرتغالي.


هبوط مفاجئ

عاود "الكولتشونيروس" الابتعاد عن المربع الذهبي لليجا في موسمين ونصف، ترنح فيهما أداء الفريق تحت قيادة ثلاثة مدربين وهم أبيل ريسينو وكيكي فلوريس وجريجوريو مانثانو، واحتل الفريق خلال موسمي (2009-2010 و2010-2011) المركز التاسع والسابع على الترتيب، ولكنه عوض الإخفاق المحلي بفوز بدوري أوروبا في الموسم الأول وكأس السوبر الأوروبي في التالي، قبل أن يتولى الأرجنتيني دييجو سيميوني قيادة الفريق، في منتصف موسم 2011-2012، ويقربه من المربع الذهبي حيث احتل المركز الخامس في نهاية الموسم.


ثورة سيميوني

تغير وضع أتلتيكو مع سيميوني بشكل كامل، فتحول مجددا إلى فريق مقدمة الدوري، المنافس على جميع البطولات المشارك فيها، ليفوز بدوري أوروبا موسم (2011-2012) ويفوز في الموسم التالي بكأس ملك إسبانيا من جاره ريال مدريد ومعه كأس السوبر الأوروبي على حساب تشيلسي الإنجليزي.

وفي الموسم الحالي انفجر "الروخيبلانكوس" في وجه الجميع، وتوج بالدوري الإسباني عن جدارة متفوقا على برشلونة والريال، وتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أمام "الملكي"، لينتظر اللقطة الأخيرة قبل كلمة النهاية في موسم استحق فيه الإشادة والتكريم بعدما نجح في الصعود إلى القمة بعد رحلة الـ12 عاما.

المساهمون