أتلانتا بعد 111 سنة: لكل مجتهد نصيب

لم يتوقع أحد في كرة القدم الإيطالية أن ينتهي الموسم بهذه الطريقة وهذا الترتيب النهائي وخصوصاً مع تأهل فريق جديد إلى بطولة دوري أبطال أوروبا وهو صاحب المركز الثالث أتلانتا مفاجأة "الكالتشيو"، لكن باختصار لكل مجتهد نصيبه وما قدمه الفريق في موسم 2018-2019، رغم البداية المتعثرة، أكد للجميع أنه يستحق هذا التأهل الأوروبي.

بداية متعثرة وانتفاضة
لم يبدأ فريق أتلانتا المتأهل إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه موسمه بسهولة بل كانت البداية صعبة جداً. حتى أن أتلانتا كان يحتل المركز الـ 17 عند الجولة الثامنة من منافسات الدوري الإيطالي. لكن ما حصل بعد الجولة التاسعة هو أشبه بانتفاضة بقيادة المدرب جيان بييرو غاسبيريني.

حقق أتلانتا الفوز في الجولة الأولى بأربعة أهداف نظيفة على منافسه فروزينوني، ليتعادل في الجولة الثانية مع روما ثم يخسر ضد كالياري وسبار في نتائج مفاجئة. استمرت البداية السيئة لأتلانتا بالتعادل مع فريق ميلان (2 – 2) في الجولة الخامسة ثم التعادل مع تورينو في الجولة السادسة أيضاً. ليعود الفريق ويخسر ضد كل من فيورنتينا وسامبدوريا في الجولتين السابعة والثامنة.

لكن أتلانتا انتفض انطلاقاً من الجولة الثامنة وحقق أربع انتصارات متتالية قدمته إلى المركز الثامن في الترتيب، ثم خسر الفريق مباراتين وحقق بعدها فوزين متتاليين لحقتهما خسارة أمام جنوى. ومنذ 26 ديسمبر/ كانون الأول عرف أتلانتا استقراراً فنياً في ست مباريات متتالية حقق فيها (أربعة انتصارات وتعادلين). وتلقى بعدها أخر خسارتين له في الدوري وتحديداً في الجولتين 24 و25، لتبدأ بعد ذلك رحلة صناعة التاريخ.

لم يعرف أتلانتا الخسارة من الجولة الـ 26 حتى الـ 38 أي أن الفريق لم يسقط في 13 جولة متتالية، إذ حقق 9 انتصارات من بينها أربعة بشكل متتال مقابل أربعة تعادلات. فبعد أن كان يحتل المركز السادس عند الجولة الـ 26، تقدم بفضل نتائجه المُميزة نحو المركز الخامس ثم الرابع قبل أربع جولات من النهاية، ليجد نفسه في المركز الثالث مع ختام الموسم.

لكل مجتهد نصيبه
خلال 111 سنة من التأسيس، لم ينجح فريق أتلانتا في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا. فأبرز إنجازات فريق أتلانتا هو تحقيق لقب كأس إيطاليا في موسم 1962-1963 وتحقيق لقب الدرجة الإيطالية الثانية ست مرات. لينتظر 111 سنة من أجل صناعة التاريخ ويصبح ثالث ممثلي إيطاليا في بطولة دوري أبطال أوروبا ويضع شعار النجوم على قميصه لأول مرة.

من الآن وحتى شهر ديسمبر ستفتخر جماهير فريق أتلانتا بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا بينما أندية مثل ميلان وروما تلعب في بطولة الدوري الأوروبي. وحتى لو شارك الفريق في دور المجموعات وودع من الدور الأول فإن التجربة ستكون فريدة من نوعها لجميع من يهتم لهذا الفريق الإيطالي.

فبعد أن كان اللاعبون يتابعون مباريات دوري الأبطال عبر الشاشة، سينزلون إلى أرض الملعب هذه المرة وينافسون على بطاقة مؤهلة من دور المجموعات. وبينما كانت جماهير هذا الفريق تُتابع أبرز الأندية الأوروبية تُنافس في البطولة الأوروبية الأقوى، ستُساند فريقها في موسم 2019-2020 من المدرجات وبصوت عال من أجل بلوغ الدور الثاني وتحقيق إنجاز غير مسبوق.

قلب المدرب غاسبيريني المعادلة في أتلانتا وتفوق على أندية مثل ميلان وروما في صراع المقاعد الأوروبية، وأثبت أن العمل الكبير الذي قام به في موسم 2018-2019 أثمر في النهاية بإنجاز أهم من التتويج. فبعد التأهل إلى نهائي كأس إيطاليا وحجز مقعد مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة في التاريخ بعد 111 سنة من تأسيس الفريق، تنطبق رحلة أتلانتا في عام 2019 على المثل الشائع: "لكل مجتهد نصيبه".