أبو غابي.. مقام الحرب

16 نوفمبر 2014
تصوير: محمد عبد الله
+ الخط -

لم يعد أبو غابي محتاجاً إلى اسمه الأصلي (محمد نور أحمد) بعدما بات اللقب يشير إليه وإلى مشروعه الذي بدا، في الآونة الأخيرة، شديد الحماسة. فخلال فترة وجيزة، أنجز فيلماً قصيراً بعنوان "أنا أزرق"، كما أصدر ألبومه الأول "حجاز حرب".

وُلد أبو غابي في مخيم اليرموك لعائلة موسيقية. والده صلاح أحمد، عازف العود وأستاذ الموسيقى، أورثه لوثتها ودرّسه إياها، قبل أن ينتقل إلى دراسته الخاصة على يد شيوخ المنشدين الصوفيين كمحمد عمران والنقشبندي ورشيد غلام ويونس أوغلو، ثم تابع دراسته تحت إشراف المنشد الأذربيجاني حميد أسد الله، في دمشق.

أجّل أبو غابي مشروعه الغنائي في الموسيقى الصوفية، وقرّر العمل على ألبوم "حجاز حرب" (إنتاج مؤسسة "عبد المحسن القطان"، "منحة صلات"، 2014). عن سبب تغيير مساره، يقول الفنان الشاب لـ "العربي الجديد": "عندما جاءت الحرب وغيّرت الحكاية، وجدتُ نفسي ملتزماً بقضية الشعب السوري، التي هي قضيتي".

إلى جانب أربع أغنيات كتبها لألبومه، اختار أبو غابي أيضاً قصائد لكلّ من الراحل راشد حسين، وأوسكار حبيب، وإبراهيم نصر الله. أما التوزيع الموسيقي فهو لمهند نصر (سورية)، وعازف البيانو الفلسطيني كريستوفر إبراهيم (الولايات المتحدة). كما وزّع مغنّي الراب الفلسطيني "أسلوب" من فرقة "كتيبة خمسة" أغنية "لون عينيك".

افتتح أبو غابي ألبومه بمقطوعة "حجاز حرب" (تأليف كريستوفر إبراهيم وتوزيع مهند نصر). هذه المقطوعة تكاد تكون الوحيدة، من بين أعمال الألبوم، المؤلفة من جُمل موسيقية قصيرة ومتقطّعة، إذ إن بقية الأغاني مؤلفة من جمل موسيقية طويلة، تتكئ على صوتٍ أنهكه البحث عن ملامح المكان.

"الحجاز"، كما هو معروف، أحدُ المقامات الرئيسية في الموسيقى العربية، وتتألف نغماته الثماني من جنسين مختلفين، "حجاز" و"نهاوند"، وكل منهما يتركب من أربع نغمات. بالنسبة لأبي غابي، كانت أصوات طائرات الميغ وقذائف الهاون والمدفعية وطلقات الرصاص مصادر هذه النغمات الأربع، التي شكل منها درجة "حجاز/ ري" الموسيقية التي تقوم عليها "حجاز حرب".

وإضافة إلى هذه المقطوعة، يضمّ الألبوم سبع أغانٍ، هي "طلعنا من بيوتنا"، و"نحن أحياء"، و"حبيني ولا تتخوتي"، و"العين بصيرة"، و"لون عينيكِ"، و"عالية" و"سوريا". الأغنية الأخيرة، التي كتبتها أوسكار حبيب، ينتمي لحنها إلى تراث جبل العرب، وتتمتّع ببساطة تركيب جملها الموسيقية وسلاستها.

يعيش أبو غابي اليوم في بيروت. ألّف ما يزيد على 16 أغنية، ووضع الموسيقى لمسرحيتي "حدائق الموت" و"بيني وبيني". كما كتب موسيقى تصويرية لأفلام وثائقية عديدة منها "في حضن الريح" لنيكول بذرجيان، و"شهادة وفاة" لحسن طنجي.

دلالات
المساهمون