أبو عرب... صمت والبحر لم يهدأ

03 مارس 2014
رحيل فتى النكبة في حمص
+ الخط -


أن يموتَ المغنّي ويذهب للصمت أخيراً. هكذا يودّع الفلسطينيون مغني ثورتهم إبراهيم محمد صالح، المعروف بـ"أبو عرب"، الذي رحل السبت عن 83 عاماً، بعدما أصبحت أغنياته وأشعاره الزجلية جزءاً من تراث الشعب الفلسطيني وذاكرته.

أبو عرب، المولود في قرية الشجرة، قضاء طبريا (1931) ألّف ولحّن الكثير من الأغاني المعروفة والمتداولة في الأوساط الشعبية والثقافية الفلسطينية و"الشامية" على حد سواء، مثل أغنية "هدّي با بحر هدّي".

ولحّن بعض الأغاني التي تُعتبر توثيقاً لأحداث مهمة في حياة الفلسطينيين مثل أغنية "من سجن عكا"، التي كتبها الشاعر نوح إبراهيم، وتسرد قصة الشهداء محمد جموم وفؤاد حجازي وعطا الزير، الذين أعدمهم الانتداب البريطاني في العام 1930 على إثر مشاركتهم في ثورة البراق.

وتنقّل صاحب "يا موج البحر" بين لبنان وسوريا وتونس وغيرها من البلاد العربية لاجئاً يُطارده الشتات. وقُتل والده في العام 1948 على أيدي الميليشيات الصهيونية في فلسطين. وفي العام 1982 قُتل ابنه خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

أسس أبو عرب في العام 1980 فرقته الأولى "فرقة فلسطين للتراث الشعبي"، إلى أن استشهد قريبه رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي عام 1987، فغيّر اسمها إلى "فرقة ناجي العلي".

هذه المرة، يستجيبُ البحرُ لـ"أبو عرب" ويهدأ قليلاً، ريثما يُوارى ثراه، بعد أن صارع المرض ورأى ظلال النكبة مجددا في ما بقي من حمص.

 

 

 

المساهمون