أبو ربيع... شهيد فلسطيني من الأشخاص ذوي الإعاقة أعدمه جنود الاحتلال

07 ديسمبر 2018
التحق أبو ربيع بابن عمه الشهيد أمير حبالي(عن تويتر)
+ الخط -


لا يعرف جنود الاحتلال سوى الضغط على زناد بنادقهم إذا ما شعروا أنّ أحداً اقترب من مكانهم، حتى وإن كان أعزل أو لديه إعاقة، وفق سياسة الإعدام الفوري لأي تهديد فلسطيني، مثلما جرى مع الشهيد الفلسطيني محمد حسام حبالي (21 سنة).


قبيل فجر الثلاثاء الماضي، كان الشهيد "أبو ربيع" كما يسميه سكان مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، قد أنهى عمله في المقهى الواقع في الحي الغربي لمدينة طولكرم، وكان عائداً إلى المنزل متكئا على عصاه، كونه يحتاج لشيء يستند عليه بسبب إعاقته، عندما داهم جيش الاحتلال المنطقة لتنفيذ اقتحامات عسكرية للمنازل وتفتيشها، قبل أن يطلق جندي إسرائيلي رصاصة أصابت رأس أبو ربيع من الخلف، وفق رواية شقيقه علاء حبالي.

انضم أبو ربيع إلى الشهداء الذين ارتقوا بدم بارد دون أن يشكلوا أي خطر على جيش الاحتلال المدجج بالسلاح، وكما أظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس، كان شبان الحي الغربي يتجمعون عند أحد المطاعم، دون أن تحدث أية مواجهات مع الجنود الذين كانوا ينفذون اقتحاماً لأحد المنازل، ثم تقدم ثلاثة جنود باتجاه الشبان، وأطلقوا رصاصة واحدة باتجاه "أبو ربيع"، أصابته في الرأس، ففارق على إثرها الحياة في مستشفى الشهيد ثابت ثابت بطولكرم.


وقال شقيقه علاء لـ"العربي الجديد": "مقطع الفيديو الذي نُشر لخص كيف أعدم جيش الاحتلال أخي، وهو كان يحمل عصا بيده يتكئ عليها لتساعده على المشي، وأي جندي يستطيع أن يميز إن كانت عصا أو سلاحاً، كما أنّ الرصاصة التي أطلقها جنود الاحتلال أصابت الشهيد من الخلف، وهذا يشير إلى أنه كان يحاول الابتعاد عن المكان، ولم يكن يتقدم لمواجهتهم".

نقل الشبان الذين كانوا متواجدين في المكان، الشهيد إلى المستشفى بمركبة خاصة، بعدما نزف لفترة قصيرة على الأرض، لكن محاولات الأطباء في المشفى باءت بالفشل. وقال شقيقه: "أخي إنسان بسيط وهو من الأشخاص ذوي الإعاقة، ولا يستطيع إدراك كافة الأمور التي تجري من حوله، هو يستطيع الخروج من المنزل والعودة إليه، ويمكنه تنفيذ ما تطلبه منه، لكنه لا يستطيع إدراك أشياء أخرى".



وأضاف: "كلّ الناس في مخيم طولكرم والمدينة يعرفونه جيداً، وكان محبوباً من الجميع، وكان رواد المقهى الذي يعمل فيه ينادونه "زعتر"، لحبه لتناول الزيت والزعتر في الإفطار".

وينحدر الشهيد أبو ربيع من عائلة لاجئة تعيش في مخيم طولكرم، منذ هُجّروا من قريتهم "وادي الحوارث" التي دمرها الاحتلال عام 1948، وهو يتوسط أشقاءه التسعة بين ذكور وإناث، وكانت كلّ بيوت المخيم مثل بيته، يذهب إليها ويدق الباب ويدخل ليأكل مع أهل البيت كما أفراد العائلة من دون أن ينزعج منه أحد.


ويؤكد علاء حبالي أنّ العائلة ستتابع قضية إعدام محمد بشكل قانوني، ويقول: "لا نريد مالاً ولا تعويضات، فنحن لا نبيع دماء الشهداء، والله أكرمه وأكرمنا باستشهاده، لكنّنا سنحاكم الجنود الذين قتلوا أخي بدم بارد، فقط من أجل القضية الفلسطينية".

التحق أبو ربيع بابن عمه الشهيد أمير حبالي، الذي استشهد عام 2003 برصاص جيش الاحتلال، والذي ظل يذكره ويتردد على قبره، إلى أن ووري الثرى بجانبه في مقبرة المخيم.

دلالات