أبو حفص: "النهضة" المغربي يدعو العلماء للعمل السياسي

13 ديسمبر 2014
أكد أبو حفض أن حزبه ليس سلفياً (مصطفى حبيس/الأناضول)
+ الخط -
رأى نائب رئيس حزب "النهضة والفضيلة"، الشيخ أبو حفص رفيقي، في حوار مع "العربي الجديد"، أن "وجود العلماء في البرلمان المغربي ضرورة، من أجل مواكبة هموم الناس". وإذ أكد أبو حفص أن "حزبه لن يكون سلفياً"، لفت إلى أنه "يناصر المظلومين ولو كانوا سلفيين".

وكشف أن "الحزب يرى أن دخول العلماء للبرلمان، هدفه المساهمة في صياغة القوانين التي تمسّ حياة الناس وتدبر أحوالهم، ويُفعّل احتكاكهم بالمجتمع ومساعدة الناس على حلّ مشاكلهم". وأشار إلى أن انخراطه في "النهضة والفضيلة"، بعد تجربة السجن التي قضى فيه زهاء 9 سنوات على خلفية "قانون الإرهاب" قبل استفادته من عفو الملك، "منح الحزب حيوية وتجديداً للدماء، كما تغيّرت دينامية العمل عمّا كان عليه الأمر سابقاً".

وشدّد على أن "حزب النهضة والفضيلة ليس حزباً سلفياً ولن يكون. وانا لا أحب ذلك ولا أرتضيه، فأنا مع التمييز الواضح بين العمل الدعوي والعمل السياسي. والحزب ليس حركة فكرية ولا جمعية دعوية". وأشار إلى أن "الحزب مؤسسة سياسية، يهتم بالحياة العامة والشأن اليومي، ومن أولوياته معايشة هموم الناس، لا اتجاهاتهم الفكرية". وأكد أن "احتضان الحزب لبعض المعتقلين سابقاً، لم يكن لاتجاههم الفكري، بل لكونهم مواطنين ظُلموا وحان وقت إعادة بعض الاعتبار لهم".

واستطرد قائلاً إن "دفاع حزب النهضة عن ملف المعتقلين، لا يأتي على خلفية كونهم سلفيين، كما يقال عنهم، ولكن لأنهم مواطنون ظُلموا وظُلمت أسرهم وعائلاتهم. ومن واجب الحزب، بل كل الأحزاب، الترافع عن مظلوميتهم، ولا علاقة لذلك بأي فكر".

ومع إقراره بأن "مرجعية حزب النهضة والفضيلة، هي مرجعية إسلامية، لكن العمل السياسي يحتاج لبرامج ومخططات ومعايشة المجتمع، والاقتراب من همومه وإشكالياته، لا إلى تجاذبات فكرية واصطفافات مذهبية".

وحول علاقة "النهضة" بحزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة، قال أبو حفص: "إنها علاقة احترام ومودة، كعلاقتنا بسائر الأحزاب بكل اتجاهاتها"، مضيفاً أنه "قد يحدث أحياناً بعض التوتر البارز المتأثر بخلافات تاريخية، أو بحماسٍ شبابي".

لكنه يردف: "يوجد على مستوى القيادة اتفاق على التحلي بالحكمة، وعدم استعداء أي طرف سياسي، وعدم الانخراط في أي اصطفافات حزبية". وأشار إلى أنه "على المستوى الشخصي، ظل يحتفظ بعلاقاته المميّزة مع كافة قيادات حزب العدالة والتنمية".

وبخصوص تقييمه لأداء الحكومة التي يقودها "العدالة والتنمية"، أكد أبو حفص أنه "من الصعب، على الرغم من مرور نصف مدة ولاية الحكومة، الحكم على هذه التجربة"، معتبراً أنها "فترة حكم انتقالية، لها وضعها الخاص وطبيعتها الخاصة".

واسترسل قائلاً: "ليس مطلوباً من الحكومة تحقيق قفزات كبيرة، بقدر ما عليها تأهيل الوطن، وتطبيق المعطيات الدستورية الجديدة، والانتقال من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الإنجاز والانطلاق". واستدرك أبو حفص بأن "هناك شيئاً من البطء في التنفيذ، وعدم قدرة الحكومة الحالية على الوفاء بكثير من الوعود بسبب كثير من المتغيّرات، كما أن هناك نوعاً من النقص والتقصير، لكنها تبقى تجربة تستحق التشجيع، وعدم وضع العوائق أمامها"، وفق تعبيره.

المساهمون