أبطال منسيون.. منهم شيماء حمدي

22 يناير 2015
+ الخط -

صحافية وناشطة سياسية، شاركت في ثورة يناير، فضلاً عن كونها عضوة في حركة شباب العدالة والحرية، كان يلقبها البعض "البنت اللي بـ100 راجل"، لترؤسها بعضاً من المسيرات بهتافات حماسية. تروي لـ"جيل العربي الجديد" قائلة: "وقت اندلاع ثورة يناير، كنت عضوة في حركة شباب من أجل العدالة والحرية، التي أسست عام 2010، هذه الحركة كانت جزءاً من الدعوات التي اُطلقت من قبل عدد من القوى الثورية للاحتشاد والتظاهر يوم 25 يناير ضد قمع الداخلية وفساد نظام مبارك. صباح يوم الخامس والعشرين، تمكنت من الوصول مع بعض النشطاء إلى مكان التظاهر المتفق عليه سراً، والذي كان شارع "ناهيا"، في إحدى المناطق العشوائية وأكثر المناطق فقراً، ومن ثم انطلقت المسيرة من هناك متجهة إلى ميدان التحرير. مسيرة ضمت أكثر من 15 ألفاً من المواطنين، رغم أن عدد النشطاء لم يتعدَّ الخمسين ناشطاً، مساء هذا اليوم، أعلن المتواجدون في الميدان نيّتهم الاعتصام، ولكنني لم أتمكن حينها من البقاء، و فور مغادرتي علمت بفض ميدان التحرير بالقوة من قبل قوات الأمن".

وتضيف حول الأحداث اللاحقة: "يومي 26 و27 يناير، لم تنظّم القوى الثورية أياًّ من التظاهرات. كنا نتابع عن كثب تطورات الموقف في عدد من المحافظات من خلال غرف عمليات في مركز هشام مبارك للقانون. وقعت أحداث 28 يناير، والتي سميناها في ما بعد "جمعة الغضب"، نظراً لسقوط عدد من الشهداء والمصابين فيها، ما أثار غضب الكثير من المواطنين غير المسيسين. وكان هذا دافعاً لتزايد عدد المعتصمين في الميدان". وأضافت شيماء، خلال حوارها معنا: "في صباح يوم 29 يناير، انقطعت الاتصالات في ميدان التحرير، فكانت مهمتي أثناء الاعتصام متابعة توزيع الإعاشة، متمثلة في الطعام والخيام على المعتصمين، كما كنت مسؤولة عن تلقي التبرعات وتدوين ما كان يحتاج إليه المعتصمون، سواء من طعام، أو دواء، فقد كان هذا أمراً سهلاً بالنسبة لي، كوني الوحيدة التي أذهب إلى بيتي ليلا وأعود في الصباح الباكر إلى الميدان".


تنحي المخلوع..

تقول الناشطة شيماء حمدي إنه "بعد إعلان تنحي مبارك، قررت المشاركة في عدد من الحملات في المناطق الشعبية، بهدف توعية المواطنين البسطاء بحقوقهم، من خلال اللجان الشعبية التي أقيمت في أكثر من منطقه شعبية داخل القاهرة وخارجها".

أما عن أحداث الاتحادية، فقد أوضحت شيماء "شاركت في إحدى اللجان الشعبية التي تكونت في الشوارع الجانبية المحيطة بقصر الاتحادية للحيلولة دون وصول إمدادت أنصار الإخوان، في محاولة لمنع وصول أي مسلحين إلى الاعتصام، ولكن الأمر لم يجدِ نفعاً، حتى وقعنا في الفخ وانتهى الأمر بوقوع مصابين وشهداء".


30 يونيو..

أشارت حمدي إلى أنها بدأت المشاركة في التحضير لمسيرات 30 يونيو/ حزيران مع عدد من الحركات والأحزاب السياسية المعارضة، موضحة "حاولنا من خلالها أن نقدم بديلاً سياسياً يتم طرحه في حالة عزل مرسي، حتى لا نقع في فخ حكم العسكر مرة أخرى، ولكننا فشلنا بعدما انفردت حركة تمرد بالتصدي للموقف، وانضمام العديد من الأحزاب إليها، والذين لم يرفضوا مشاركة الفلول وعودة العسكر إلى الساحة السياسية مرة ثانية، وبهذا وجدنا أنفسنا نصارع الجميع".

وتضيف: "بالفعل، شاركنا في تظاهرات 30 يونيو تحت شعار مختلف: "يسقط كل مَن خان، عسكر فلول إخوان"، ثم أعلن الاعتصام أمام قصر الاتحادية حتى 3 يوليو/ تموز، الذي أذيع فيه بيان عزل محمد مرسىي".

أشارت شيماء إلى تسيّد "حالة من الترقب وسط صفوف النشطاء، وآمال بألا تكون هناك عودة جدية لحكم العسكر، ولكن سرعان ما خاب ظننا، وأعلن السيسي طلب التفويض، وهنا أعلنا قرار الحركة "رفضنا التفويض على القتل"، بالرغم من اختلافاتنا السياسية مع جماعة الإخوان. ومنذ ذلك الحين رفضت أي إجراء سياسي، لأنني أيقنت أن الأمور حادت عن نصابها الصحيح بوصول العسكر إلى سدة الحكم".


*مصر

المساهمون