وثق نادي الأسير الفلسطيني عشرات عمليات القمع التي نفذتها قوات الاحتلال بحق الأسرى في مختلف المعتقلات منذ بداية 2019، والتي تعد الأشد منذ سنوات من حيث مستوى العنف.
وقال نادي الأسير في تقرير توثيقي، اليوم الإثنين، إنه "في 20 و21 يناير/كانون الثاني، شهد معتقل عوفر عملية قمع استخدمت خلالها قوات القمع غاز الفلفل، والقنابل الصوتية، والرصاص المطاطي، والهراوات، بالإضافة إلى الكلاب البوليسية، وأُصيب على إثرها ما يزيد على 150 أسيراً، فيما واجهها الأسرى بحرق بعض الغرف وإعلان حالة عصيان".
وأفاد التقرير بأنه "في 21 يناير، جرى اقتحام قسم (2) في معتقل مجدو، وهو من الأقسام الأولى التي نصبت فيها إدارة معتقلات الاحتلال أجهزة التشويش، وتلا ذلك مجموعة من الاقتحامات في معتقلي ريمون والنقب الصحراوي، والتي بدأت ذروتها في 19 فبراير/شباط، حين بدأت معركة جديدة في مواجهة أجهزة التشويش".
وأوضح النادي أن "المواجهة بين الأسرى وإدارة معتقلات الاحتلال تصاعدت في معتقل ريمون بتاريخ 18 مارس، بعد أن اقتحمت قسم (7) ونقلت الأسرى إلى قسم (1) وهو أحد الأقسام الذي نصبت داخله أجهزة التشويش، حيث واجه الأسرى عملية القمع بحرق مجموعة من الغرف".
وذكر أن "تصعيد إدارة معتقلات الاحتلال في معتقلي ريمون والنقب بلغت ذروتها الليلة الماضية، عقب اقتحام قوات القمع لقسم (4) مستخدمة الرصاص وقنابل الصوت والغاز بحق الأسرى، والذين واجهوا القمع بطعن اثنين من السّجانين".
ومنذ صباح اليوم، نفذت قوات القمع في معتقلات "النقب" و"نفحة" و"عوفر" و"ايشل" و"مجدو" اقتحامات لأقسام الأسرى ولم يتسن بعد التأكد من عدد المصابين، ونوعية الإصابات في صفوف الأسرى.
وفي المقابل، نفذ الأسرى سلسلة من الخطوات النضالية منذ بداية العام الحالي، تمثلت بحل التمثيل التنظيمي في عدد من المعتقلات، وإعلان حالة العصيان على طبيعة الحياة التي تفرضها إدارة معتقلات الاحتلال عليهم، وإعلان حالة استنفار.
وأقيم معتقل "النقب الصحراوي" مع بدء انتفاضة الحجارة، ويعتبر من أكبر المعتقلات التي تضم أسرى فلسطينيين، وشهد أحداثا مشابهة كانت الأعنف في تاريخ الحركة الأسيرة، ففي عام 1988، قتل الأسيران أسعد الشوا، وبسام السمودي بعد إطلاق النار عليهما بشكل مباشر. وتكرر هذا المشهد في معتقل "النقب" عام 2007، حين أن أطلقت قوات القمع النار على الأسير محمد الأشقر.
ويبلغ عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال قرابة 6000 أسير، منهم 230 طفلا، و46 أسيرة، وعدد الأسرى في معتقل "النقب" وحده يبلغ 1300 أسير.
وحولت إدارة معتقلات الاحتلال عدد من الأقسام في مختلف المعتقلات إلى أقسام عزل، إذ قطعت الكهرباء عن الأقسام، وسحبت منهم الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى منعهم من التنقل داخل القسم.