عقب إعلان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عزمه الاستقالة لأسباب صحية، برزت تكهنات بشأن الشخصية المرشحة لخلافته، لكن من دون إجماع واضح بعد على مرشح. ويمثل إعلان آبي استقالته، بداية سباق يستمر عدة أسابيع ليحل شخص محل أطول رؤساء وزراء اليابان بقاء في السلطة. وجاءت استقالة آبي بعد تفاقم إصابته بالتهاب القولون التقرحي الذي يعاني منه منذ سنوات، وامتنع آبي خلال مؤتمر صحافي عن تحديد اسم الشخص الذي يفضله لخلافته. في ما يلي خمسة من الأسماء المرشحة:
تارو آسو... وزير المالية المعروف بهفواته
يتولى تارو آسو منصبي وزير المال ونائب رئيس الوزراء، ويبلغ من العمر 79 عاما، وهو من قدامى الحزب الليبرالي الديمقراطي.
وآسو من أقرب حلفاء آبي، وتولى رئاسة الوزراء من 2008 إلى 2009، وهو نائب رئيس الوزراء ووزير المال منذ 2012.
تنحى من رئاسة الوزراء بعد الهزيمة التاريخية لحزبه في 2009، وتدور شائعات عن رغبته في تولي المنصب الرفيع مجددا.
شهدت مسيرته السياسية هفوات متكررة من بينها تصريحه بأن على المسنين "أن يسرعوا في الموت" بدلا من تكبيد الحكومة الأموال، وبأنه يمكن لطوكيو أن تتعلم من ألمانيا النازية عندما يتعلق الأمر بإصلاحات دستورية.
لكنه تغلب على الغضب الذي تسببت به تصريحاته، ويقود تكتلا رئيسيا في الحزب الليبرالي الديمقراطي.
وأيّد خطة تحفيز ضخمة كبيرة لمواجهة الأزمة المالية العالمية في 2008، لكنه تحول إلى التشديد على أهمية خفض الدين المتزايد لليابان.
شيغيرو ايشيبا... وزير دفاع سابق يحظى بشعبية
يعتبر وزير الدفاع السابق شيغيرو ايشيبا من المولعين بالجيش، لكنه لا يخفي إعجابه بموسيقى البوب من سبعينيات القرن الماضي.
ويتحدر المصرفي السابق البالغ 63 عاما من عائلة سياسية ويعتبر خطيبا بارعا يتمتع بالخبرة، دخل البرلمان عندما كان لا يتجاوز 29 عاما.
وعلى غرار آبي، فإن ايشيبا من صقور الدفاع الساعين لتقوية دور قوات الدفاع الذاتي في الدستور الذي يحرّم الحرب، بل حتى أنه طرح مسألة ما إذا كان يتعين على اليابان أن تعيد النظر في سياستها التي تحظر الأسلحة النووية على أراضيها.
شغل العديد من المناصب الحكومية، ويحظى بشعبية لدى الجمهور تعزز فرصه في خلافة آبي.
لكنه لا يحظى بشعبية واسعة لدى زملائه نواب الحزب الحاكم، لأسباب منها انسحابه من الحزب في مرحلة سابقة.
كان المنافس الوحيد لآبي في انتخابات قيادة الحزب عام 2018 ومني بهزيمة قاسية.
يوشيهيدي سوغا... مستشار ومتحدث حكومي
برز يوشيهيدي سوغا البالغ 71 عاما على الساحة الوطنية كمستشار موثوق لآبي، وكان من أكبر الداعمين لمساعيه تولي رئاسة الحكومة بعد ولاية أولى كارثية.
بعد عودة آبي لرئاسة الحكومة في 2012، عين سوغا أمينا لشؤون مجلس الوزراء، وهو منصب له دور قوي في تنسيق جهود الوزارات والحزب الحاكم.
وكثيرا ما يخرج متحدثا باسم الحكومة ويعقد مؤتمرات صحافية. ويشتهر بأنه كشف عن اسم الحقبة الإمبراطورية الجديدة التي رافقت تولي الإمبراطور ناروهيتو العرش في 2019، وهي حقبة ريوا.
سوغا نائب عصامي قل نظيره في حزب حاكم مليء بسياسيين توارثوا المناصب وتكنوقراط سابقين، وهو الابن الأكبر لمزارع.
انتقل سوغا إلى طوكيو بعد مرحلة الدراسة الثانوية وعمل في وظائف مختلفة ليتمكن من تسديد أقساط الجامعة الليلية.
انتخب للمرة الأولى عام 1987 عضوا في المجلس البلدي في يوكوهاما، وفاز بمقعد في مجلس النواب عام 1996.
فوميو كيشيدا... الأوفر حظا
وزير الخارجية السابق فوميو كيشيدا هو حاليا مسؤول السياسات في الحزب الحاكم وكثيرا ما يوصف بأنه الخلف المفضل لآبي، لكن لطافته وحضوره الهادئ وما يحكى عن افتقاره للشخصية الجذابة، قد تمثل عراقيل أمامه.
انتخب كيشيدا عن هيروشيما، وبذل جهودا لدعوة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لزيارة تاريخية للمدينة التي دمرت في أول تفجير ذري في العالم في فترة الحرب.
وتنسب له المساهمة في التوصل لاتفاق بين اليابان وكوريا الجنوبية في 2015 يهدف لإنهاء أطول نزاع بين البلدين على مسائل من بينها العبودية الجنسية خلال الاحتلال الياباني.
تارو كونو... مغرد على "تويتر"
كان وزير الدفاع تارو كونو يعتبر في فترة ما سياسيا إصلاحيا طموحا ومستقل الرأي، لكن الوزير البالغ 57 عاما خفف نبرته في السنوات الأخيرة كونه من أهم أعضاء حكومة آبي.
بعد توليه لفترة قصيرة وزارة الإصلاح الحكومي، تبوأ كونو الذي تلقى علومه في جامعة جورج تاون، وزارة الخارجية بين 2017 و2019، قبل أن يصبح وزيرا للدفاع.
سافر بشكل مكثف وزيراً للخارجية لكنه شهد أيضا تدهور العلاقات مع كوريا الجنوبية بسبب خلافات مستمرة من فترة الحرب.
في السنوات الأخيرة يتجنب بشكل كبير مناقشة معارضته الشديدة للطاقة النووية، ومع الدعم الرسمي الحكومي له ورغم صورته المستقلة فإنه يعتبر مقربا من كل من آسو وسوغا.
وكثيرا ما يقارن بوالده يوهي كونو وهو سياسي مسالم. وميّز نفسه بحضوره على الإنترنت عبر حسابات على "تويتر" باليابانية والإنكليزية.
(فرانس برس، العربي الجديد)