وكما هي العادة، تشيع أخبار البخلاء الطريفة أحياناً، بل وتنسج القصص والمبالغات، دون أن يؤثر ذلك على قدر البعض منهم، من علماء وفلاسفة وكتاب وفنانين.
فحين نطالع كتاب الجاحظ "البخلاء" في القرن التاسع ميلادي، نعثر على حكايات البخلاء الذين برزوا في حقول متعددة، مثل الفيلسوف أبو يوسف إسحق الكندي، وصولاً إلى التاريخ الحديث وبخلائه، ومنهم الكاتب المصري الشهير توفيق الحكيم، إضافة إلى المئات ممن لا حظ لهم من الشهرة لكن خلدتهم الحكايات، أو أبيات الشعر التي تهجو بخلهم.
غرين، ذات ثراء فاحش، توفيت مخلّفة مبالغ نقدية بقيمة مائة مليون دولار. ويذكر موقع "بي بي سي" أنّه رغم حسها التجاري العبقري، إلا أنّ ظهورها الدائم بنفس الملابس السوداء جعل الناس يطلقون عليها اسم "ساحرة وول ستريت الشريرة".
وفي حياتها، تندر الناس على المرأة التي كانت تستثمر في السكك الحديدية والمناجم والفنادق وهي تقضي نصف ليلة تبحث عن طابع قيمته سنتان، وأنها لم تكن تبدل ملابسها السوداء إلا بعد أن تبلى تماماً.
غير أنّ البخل ليس الوجه الوحيد للحكاية. هناك من ينظر إلى غرين المثابرة وبعيدة النظر.
فهذه صحيفة "تلغراف" البريطانية تستعيد، في تقرير، كيف استطاعت غرين الشابة الدخول في عالم الاستثمار بقوة وهدوء.
فقد منحها والدها، في عيد ميلادها العشرين، خزانة ملابس مليئة بأجمل الفساتين بقيمة 1200 دولار لجذب الخطاب الأثرياء. لكن ردة فعلها على الهدية أظهرت أولوياتها: لقد باعت الملابس واستثمرت العائدات في السندات الحكومية.
في عام 1916، توفيت هيتي غرين عن عمر ناهز 81 عاماً، وقد وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" حينئذ بأنّها "أغنى امرأة في أميركا" حيث تركت مبالغ نقدية تقدر بنحو 100 مليون دولار؛ أي ما يعادل بقيمة الوقت الراهن 2.3 تريليون دولار.
يُذكر أن أغنى امرأة في العالم حالياً هي فرانسواز بيتانكور مايرز، وتبلغ ثروتها نحو 50 مليار دولار، وهو ما يجعلها في المركز الخامس عشر في قائمة أغنياء العالم، وفقاً لمجلة "فوربس"، وهي وريثة شركة "لوريال" الفرنسية لمنتجات التجميل، وتمتلك مع أسرتها 33% من أسهم الشركة.