أئمة مدعوون إلى كرنفال للمثليّين في كوبنهاغن

19 اغسطس 2016
استدعت الدعوة "السخرية" من مواطنين دنماركيين (ناصر السهلي)
+ الخط -

في ما يبدو أنّها "محاولة لإحراج المسلمين وليس الأئمة"، تأتي دعوة بعض القيادات والأحزاب السياسية الدنماركية أئمة للمشاركة في كرنفال دولي سنوي للمثليين في كوبنهاغن، غداً السبت. أقلّه، هذا ما يعتقده الإمام أبو عبيدة.

ورغم أنّ سياسيّين يعارضون وجود المسلمين، على غرار حزب الشعب الدنماركي المتطرّف، يشير المؤيدون إلى أن مشاركة المسلمين والأئمة قد تعطي صورة إيجابية عن "تأييد ممثلي الأديان لحرية الناس الجنسية، ورفضهم جرائم الكراهية"، بحسب بيا أولسن، التي وجهت دعوة رسمية للأئمة.

ورفض الإمام المعروف في الدنمارك، فاتح علييف (المركز الثقافي الإسلامي في كوبنهاغن) الدعوة. وقال لـ"العربي الجديد": "أرفض هذه الدعوة كما أرفض أي عنف جسدي أو شفهي ضد الناس وخياراتهم في حياتهم، كالمثليين. لكن هذا لا يتطلب المشاركة في الكرنفال"، لافتاً إلى أنها قد تعطي انطباعات خاطئة. ويضيف أن "عدم تلبية الدعوات لا تعني أننا لا نرفض جرائم الكراهية، أو نعارض الأقليات الجنسية تحديداً".

من جهته، يقول الإمام أبو عبيدة إن "رفض العنف لا يقتصر على الأقلية الجنسية"، لافتاً إلى تعرّض المسلمين لجرائم كثيرة في أوروبا. "لسنا في وارد قبول أي مساومة على ديننا. كما يرفض رجال في الكنيسة وشخصيات عامة المثلية الجنسية، نرفضها. لكن الرفض لا يعني ممارسة العنف أو محاسبة الناس. أولاً، نحن لسنا في بلد مسلم. وثانياً، هذه دعوة لإحراجنا".

ويقول طالب اللغة العربية والدراسات الإسلامية، مورتن سكاربي أندرسن، لـ"العربي الجديد": "لم أشهد في حياتي أمراً بهذه السخافة والسطحية والسذاجة. كيف يدعون أناساً يعرف مسبقاً أنهم لن يشاركوا في مثل هذا المهرجان، فيما لا يطلب ذلك من أتباع ديانات أخرى؟ هذا إفلاس بغض النظر عما إذا كان مؤيداً أو معارضاً للمثلية".

وكان تقرير صادر العام الماضي عن وزارة التعليم والمساواة والطفولة قد أظهر أن 18 في المائة من "الدنماركيين الجدد" (مهاجرون) تعرضوا للعنف بسبب "ميولهم الجنسية". رغم ذلك، يقول مدير جمعية "صباح"، التي تسعى إلى تحقيق المساواة للمواطنين من أصول مهاجرة، فهد سعيد، إن هذه الدعوات "هي لتحقيق أهداف أخرى". ويلفت إلى أن "قضايا عدة تتطلب وقفة حاسمة في سبيل تحقيق المساواة"، مشيراً إلى أن "المساواة تتطلب برامج أخرى لا يجيدها السياسيون هنا".

من جهتها، كانت الباحثة الاجتماعية شيرين خانقان قد قالت لصحيفة "نفرامسيون": "نحتاج لأن يوجه السياسيون دعوات للجميع وليس للأئمة فقط. نحتاج لأن يرى الشباب نماذج في حياتهم تساعدهم على اختيار هويتهم الجنسية، كما نحتاج لمساحة للإسلام في البلاد".

إلى ذلك، وجد مواطنون دنماركيّون في تلك الدعوات ما يستدعي "السخرية". يقول ستيفان غليسا: "إنه لأمر سخيف". بدوره، يسأل كارستن أوين: "ماذا عن القساوسة والرهبان الكاثوليك وحاخامات التشدد اليهودي وشهود يهوه؟ ألا يجب مطالبتهم بما يطالب به الأئمة المسلمون؟ يبدو أن السياسيّين في الدنمارك يسيئون فهم ما يجب على المسلمين فعله ليكونوا مواطنين في بلد غير مسلم". في المقابل، يهاجم لاسا رينهولد الإمام فاتح علييف، كونه يعمل "من أجل أسلمة بلدنا، من خلال دعوة الدنماركيين إلى اعتناق الإسلام".  

دلالات