هل يمضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اقتراحه تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، أم أنّ كلامه حول الموضوع كان دعاية انتخابية مرتبطة بالجريمة التي راح ضحيتها أكثر من 50 مصلياً في مسجدَيّ مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، لا سيّما أنّ طرحه أتى بعيد وقوع الجريمة في مارس/ آذار الماضي؟ وهل يطاول القرار متاحف أخرى كانت كنائس ذات يوم، من قبيل متحف شورا أو خوار الذي يُعرف لدى الأتراك بمتحف "كرية" الواقع في منطقة أيدرنا كابيه بحيّ الفاتح في إسطنبول؟
كلام أردوغان أدرجه مراقبون في سياق حملة حزبه لانتخابات المجالس المحلية التي شهدتها تركيا في 31 مارس/ آذار الماضي. وتوقّع هؤلاء، في حال التصميم على تحويل المتاحف التي كانت كنائس في الأساس إلى مساجد، الاصطدام بمعارضة رئيس بلدية إسطنبول الجديد المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو الذي فاز في الانتخابات الأخيرة.
ويرجّح مراقبون آخرون ألا يقدم الرئيس التركي على خطوة مماثلة، لأنّ من شأن ذلك إثارة خلافات راكدة مع دول أوروبية ومسيحية عالمية. ويرى هؤلاء في طرح أردوغان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ردّاً على ما كتبه مرتكب جريمة نيوزيلندا، برينتون تارانت، على إحدى بنادقه من وعيد للأتراك مع تهديدات بهدم "مساجد إسطنبول الأوروبية" و"استرجاع آيا صوفيا".
يقول مؤرّخون إنّه بعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح في عام 1453، توجّه الفاتح إلى كاتدرائية آيا صوفيا لأداء الصلاة، ومنذ ذلك الحين تحوّلت بحكم الأمر الواقع إلى جامع. يُذكر أنّ تلك التحفة الهندسيّة شيّدت في القرن السادس في عهد الإمبراطور البيزنطي جوستينيان الأوّل، وقد استمرّت عملية البناء خمسة أعوام (532 - 537).
وتشير إحدى الروايات إلى أنّ رجال دين مسيحيين وعدداً من المواطنين لجأوا إلى آيا صوفيا عندما علموا بسيطرة العثمانيين على مدينة القسطنطينية، ما دفع الفاتح إلى إبلاغهم بأنّه لا داعي للخوف وأنّ أرواحهم وأموالهم وأعراضهم باتت أمانة في عنقه، وأكّد لهم أنّه في إمكانهم العودة إلى ديارهم وأعمالهم بأمان.
في السياق، تتحدّث روايات عن تأثّر السلطان محمد الفاتح كثيراً عند رؤية آيا صوفيا، وراح يتفحّص كلّ قبّة منها ويراقب المدينة من هناك بتمعّن. بعد ذلك، أمر برفع الأذان فيها، وكانت صلاة الجمعة الأولى فيها بتاريخ الأوّل من يونيو/ حزيران من عام 1453، التي أمّها الشيخ آق شمس الدين، أحد شيوخ محمد الفاتح ومربّيه. وبعد إعلان الجمهورية التركية في عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك، تحوّلت آيا صوفيا إلى متحف في عام 1935، بعدما بقيت كاتدرائية على مدى 916 عاماً، ومسجداً على مدى 482 عاما.
اقــرأ أيضاً
أمّا متحف شورا أو خورا، الذي يعرف بمتحف "كرية"، فهو يخضع للترميم اليوم، في حين أنّ مراقبين يتوقّعون تحوّله إلى مسجد في وقت لاحق. يعود ذلك الأثر البيزنطي بحسب روايات تركية إلى القرن السادس، تاريخ تشييد الكنيسة التي استمرّت كذلك حتى عام 1511. إذاً، بعد فتح القسطنطينية في عام 1453 بنحو 58 عاماً، تحوّلت الكنيسة إلى جامع بناءً على قرار من الصدر الأعظم علي باشا التي أمر بإزالة اللوحات الجدارية والفسيفساء.
وبعد إعلان الجمهورية التركية، تحوّل الجامع إلى متحف في عام 1956. وفي العام نفسه، أجريت عمليات ترميم من قبل المعهد البيزنطي الأميركي لإعادة كشف اللوحات الفنية والفسيفساء. وصار المتحف بالتالي من أبرز متاحف إسطنبول.
وعلى الرغم من أن مساحة شورا صغيرة بالمقارنة مع آيا صوفيا، فإنّها لطالما صُنّفت كواحدة من أجمل الكنائس البيزنطية، فداخلها الباهر يغطّي على صغر حجمها، ولوحاتها الجدارية الرائعة تزيّن جدران المتحف وأسقفه الثلاثة وكذلك قببه الستّ.
ولا تزال تركيا تضمّ 349 كنيسة بحسب ما تفيد رئاسة الشؤون الدينية التركية، في حين تراجعت نسبة المسيحيين في البلاد التي كانت تسجّل 33 في المائة من مجمل السكان في مطلع القرن العشرين. وهم اليوم أقلية لا يزيد عددهم عن 300 ألف مسيحي من بين 80 مليون نسمة تقريباً.
كلام أردوغان أدرجه مراقبون في سياق حملة حزبه لانتخابات المجالس المحلية التي شهدتها تركيا في 31 مارس/ آذار الماضي. وتوقّع هؤلاء، في حال التصميم على تحويل المتاحف التي كانت كنائس في الأساس إلى مساجد، الاصطدام بمعارضة رئيس بلدية إسطنبول الجديد المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو الذي فاز في الانتخابات الأخيرة.
ويرجّح مراقبون آخرون ألا يقدم الرئيس التركي على خطوة مماثلة، لأنّ من شأن ذلك إثارة خلافات راكدة مع دول أوروبية ومسيحية عالمية. ويرى هؤلاء في طرح أردوغان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ردّاً على ما كتبه مرتكب جريمة نيوزيلندا، برينتون تارانت، على إحدى بنادقه من وعيد للأتراك مع تهديدات بهدم "مساجد إسطنبول الأوروبية" و"استرجاع آيا صوفيا".
يقول مؤرّخون إنّه بعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح في عام 1453، توجّه الفاتح إلى كاتدرائية آيا صوفيا لأداء الصلاة، ومنذ ذلك الحين تحوّلت بحكم الأمر الواقع إلى جامع. يُذكر أنّ تلك التحفة الهندسيّة شيّدت في القرن السادس في عهد الإمبراطور البيزنطي جوستينيان الأوّل، وقد استمرّت عملية البناء خمسة أعوام (532 - 537).
وتشير إحدى الروايات إلى أنّ رجال دين مسيحيين وعدداً من المواطنين لجأوا إلى آيا صوفيا عندما علموا بسيطرة العثمانيين على مدينة القسطنطينية، ما دفع الفاتح إلى إبلاغهم بأنّه لا داعي للخوف وأنّ أرواحهم وأموالهم وأعراضهم باتت أمانة في عنقه، وأكّد لهم أنّه في إمكانهم العودة إلى ديارهم وأعمالهم بأمان.
في السياق، تتحدّث روايات عن تأثّر السلطان محمد الفاتح كثيراً عند رؤية آيا صوفيا، وراح يتفحّص كلّ قبّة منها ويراقب المدينة من هناك بتمعّن. بعد ذلك، أمر برفع الأذان فيها، وكانت صلاة الجمعة الأولى فيها بتاريخ الأوّل من يونيو/ حزيران من عام 1453، التي أمّها الشيخ آق شمس الدين، أحد شيوخ محمد الفاتح ومربّيه. وبعد إعلان الجمهورية التركية في عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك، تحوّلت آيا صوفيا إلى متحف في عام 1935، بعدما بقيت كاتدرائية على مدى 916 عاماً، ومسجداً على مدى 482 عاما.
وبعد إعلان الجمهورية التركية، تحوّل الجامع إلى متحف في عام 1956. وفي العام نفسه، أجريت عمليات ترميم من قبل المعهد البيزنطي الأميركي لإعادة كشف اللوحات الفنية والفسيفساء. وصار المتحف بالتالي من أبرز متاحف إسطنبول.
وعلى الرغم من أن مساحة شورا صغيرة بالمقارنة مع آيا صوفيا، فإنّها لطالما صُنّفت كواحدة من أجمل الكنائس البيزنطية، فداخلها الباهر يغطّي على صغر حجمها، ولوحاتها الجدارية الرائعة تزيّن جدران المتحف وأسقفه الثلاثة وكذلك قببه الستّ.
ولا تزال تركيا تضمّ 349 كنيسة بحسب ما تفيد رئاسة الشؤون الدينية التركية، في حين تراجعت نسبة المسيحيين في البلاد التي كانت تسجّل 33 في المائة من مجمل السكان في مطلع القرن العشرين. وهم اليوم أقلية لا يزيد عددهم عن 300 ألف مسيحي من بين 80 مليون نسمة تقريباً.