آني كوركدجيان.. بحثاً عن "جسد مفقود"

14 أكتوبر 2018
آني كوركدجيان/ بيروت
+ الخط -

تحت عنوان "جسد مفقود" يتواصل معرض الفنانة اللبنانية آني كوركدجيان في غاليري "آرت لاب" في بيروت حتى نهاية الشهر الجاري.

مجموعة الأعمال المعروضة تصفها الفنانة بانها جسر تبينه لتصل إلى جسد ضائع، تصوّر الشخصيات في لحظات متطرّفة من الرغبة أو الإيروتيكية أو الموت أو الوحدة.

رغم ضخامة الأجساد التي نراها إلا أنها لا تبدو بدينة بل كما لو كان من يراها، يراها من خلف عدسة مكبرة، إنها ليست أجساد سمينة بل ممتدة في كثافة اللحظة التي تعيشها.

تتعامل كوركدجيان مع شخصياتها كما لو أنها تتهيأ لأداء دور مسرحي، تنتقي ملابس كلّ منها بحرص، وتظهر كما لو أنها في عرض أدائي، ثمة امرأة تمارس الحب أمام الكاميرا متجهمة، الرجل يبدو ميتاً، وفي الخلف ثمة من يدفن جثة مكفنة بالأبيض.

تقول الفنانة إنها توجه أعمالها إلى عين متفرج واحد وأنه متلقِ فريد من نوع، هل هو موجود بالفعل قبل أن يوجد العمل، أم أن طبيعة العمل هي من أوجدت هذا المتفرج؟

ما يهمّ هو نظرة متلقي اللوحة، تتابع كوركدجيان "جميع النظرات الأخرى هي الجحيم، تظرة المتلقي هي الجنة. إنه يحرّر. يفتح الحدود، ويدمّر العقبات".

تضيف "لا يوجد مكان محظور بالنسبة لي. كل شيء نقي عندما أرسم. كلّ أخطائي، كل ما عندي من الحماقة جميل. كل ما عندي من تمردات، كل شيء مسموح به وكل شيء في وئام. ما دمت أرسم للمتلقي الذي يخصني وعيناه تلمسان لوحتي. قبل حتى الرسم".

كوركدجيان (1972)، ولدت في بيروت وعرفت طفولتها ومراهقتها فظائع الحرب اللبنانية، درست الفنون الجميلة في "الجامعة اللبنانية" ثم تابعت دراسة اللاهوت.

غالباً ما تبدو شخصياتها وكأنها تمر بتجربة قاسية، حتى المتعة في لوحاتها تبدو فظة ومؤلمة وعنيفة حتى في أكثر اللحظات حميمة وحسية، وعلى شفا الانفجار بعد أن جرى التنكيل بها.

من أشهر مجموعاتها التي عرضت خلال السنوات السابقة "حماقات" (2008) و"الوليمة الكبرى" (2009) و"عرض امرأة واحدة" (2013) و"الرسم في مياه عكرة" (2011).

المساهمون