صدحت حناجر الآلاف من النشطاء المغاربة في مسيرة وسط العاصمة الرباط، دعت إليها عائلات معتقلي الريف، بشعارات قوية تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين، بعد الأحكام الصادرة في حقهم استئنافياً، والتي أكدت ما نطقت به المحكمة الابتدائية، إذ تم توزيع المئات من السنوات على نشطاء الريف.
وتميّزت مسيرة اليوم الأحد بحضور وازن للإسلاميين، ممثلين في جماعة "العدل والإحسان"، أكبر تنظيم معارض في المغرب، إذ حضرت قيادات الجماعة، في الوقت الذي كانت فيه مشاركة مناصري العدالة والتنمية محدودة، ولم يحضر أي من قياديي الحزب الحاكم.
وعرفت المسيرة أيضاً حضوراً لافتا ًلليساريين المغاربة، إذ تزعمتها وجوه يسارية قيادية معروفة، من قبيل نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، ومصطفى البراهمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي، ووجوه من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (إحدى أكبر المنظمات الحقوقية في البلاد).
وتقدم المسيرة أفراد عائلات معتقلي الريف، وعلى رأسهم أحمد الزفزافي، والد متزعم الحراك ناصر الزفزافي، وكذلك شقيق نبيل أمحجيق، ووالدة محمد جلول، وبعض من أبنائه، وزوجات وأمهات معتقلين آخرين، حجوا بكثافة إلى مكان المسيرة، رغم أحوال الطقس الماطرة.
وطالب المشاركون في المسيرة، التي توقفت أمام مقر البرلمان في ساحة باليما بالعاصمة، بإطلاق سراح معتقلي الريف "دون قيد ولا شرط"، كما طالبوا برفع التهميش عن منطقة الريف، ومنحها حقها من التنمية الاجتماعية والاقتصادية المنشودة، وأيضاً عدم حرمان المعتقلين من حقوقهم في المعتقلات، ورفض تنقيلهم بشكل جماعي إلى سجون أخرى.
وعبّر محتجون عن رفضهم الأحكام الصادرة في حق معتقلي الريف، خاصة الزفزافي وثلة من رفاقه بعشرين عاماً سجناً، لكونه "طالب بإقامة مستشفى بمدينة الحسيمة لعلاج مرضى السرطان، ودعا إلى رفع عسكرة المدينة، وتنميتها في مجالات التعليم والتشغيل، ليكون جزاؤه عشرين عاماً من السجن"، وفق قولهم.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات قوية من قبيل "الحرية الفورية للمعتقل السياسي"، و"الشعب يريد سراح المعتقل"، علاوة على لافتات وملصقات وصور لرموز حراك الريف، مثل الزفزافي، ومحمد جلول وربيع الأبلق، وغيرهم من معتقلي احتجاجات الحسيمة.
ووقع العديد من المشاركين في المسيرة التضامنية مع معتقلي الريف عرائض ورقية ورد فيها "نحن الموقعين أسفله أبناء وبنات الشعب المغربي الأبي نندد بالأحكام القضائية الجائرة الصادرة في حق معتقلي الريف، ونطالب بالإطلاق الفوري لسراحهم، وفك الحصار الظالم عن منطقة الريف، وتحقيق جميع المطالب المشروعة للساكنة الريفية".