بعدما طفت فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" على السطح، ركّزت الصحافة العالمية على موقع "فيسبوك" وما يعرفه عن المستخدمين، وكيف يستطيع بالضبط معرفة التوجه الجنسي والمعتقدات السياسية وحالة العلاقة واستخدام المخدرات وخصائص شخصية أخرى، لكن آلاف الشركات تقوم بنفس الممارسات في الخفاء.
شركات بالآلاف
بحسب شبكة "سي إن إن"، هناك ما بين 2500 إلى 4000 من وسطاء البيانات في الولايات المتحدة، الذين يشترون البيانات الشخصية للمستخدمين في الإنترنت ويبيعونها.
وشركة Equifax التي ركزت عليها الصحافة مثال على ذلك، خصوصاً بعدما اخترق القراصنة معلومات شخصية عن 150 مليون شخص، بما في ذلك أرقام الضمان الاجتماعي وتواريخ الميلاد والعناوين وأرقام رخصة القيادة.
ولا يمنح المستخدمون الإذن لهذه الشركات بجمع هذه البيانات، وأغلب هذه الشركات لم يسمع أحد بها، ومع ذلك تمنح معلوماتك، دون معرفتك أو موافقتك، لأي شخص سوف يدفع ثمنها.
سلطة البيانات
تقدم شركات مثل "فيسبوك" و"غوغل" خدمات مجانية في مقابل بياناتك، "غوغل" من أقوى الشركات في هذا المجال، فـ"نحن لا نكذب على محركات البحث، ونمنحها معلومات عن مصالحنا وفضولنا وآمالنا ومخاوفنا ورغباتنا وممارساتنا الجنسية، ويتم جمع كل هذه المعلومات وحفظها"، تقول الشبكة.
كما تجمع "غوغل" المزيد من المعلومات من حسابات "جيميل" و"خرائط غوغل"، وكذلك من الهواتف الذكية.
ويبقى الهاتف الذكي جهاز المراقبة الأكثر حميمية على الإطلاق، فهو يتتبع موقعنا باستمرار، وأين نعيش وأين نقضي أوقاتنا وما هو أول وآخر شيء نتحقق منه في كل يوم، كما يعرف متى ننام ونستيقظ.
الهدف النهائي: التلاعب النفسي بك
نفس القواعد تنطبق على تطبيقات مثل "أوبر" وشركات الاتصالات وكل تطبيق تسمح له بجمع البيانات حولك، وتقف ممارسات الترصد والمراقبة وراء معظم الخدمات "المجانية".
وتهدف عمليات المراقبة في نهاية المطاف إلى التلاعب النفسي، من خلال إعلانات شخصية لإقناعك بشراء شيء ما أو القيام بشيء ما، مثل التصويت على مرشّح معين، وكل شركة تدرك هذه الحقيقة، تسعى لاستخدامها وإن على حساب المستخدم.
(العربي الجديد)