مرة جديدة يواجه السوريون التهجير القسري، وإن كانت هذه المرة ليست كسابقاتها، فالاتفاق المتعارف عليه باسم "اتفاق المدن الأربع" الذي أبرم بين إيران و"هيئة تحرير الشام"، ويشمل مضايا وبقين والزبداني في ريف العاصمة السورية دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب، يفضي إلى تبادل آلاف الأشخاص بين المنطقتين، الأمر الذي أثار العديد من الانتقادات والإدانات من السوريين، لا سيما من قبل المعارضة، إذ اعتبر الاتفاق "نقطة سوداء" في تاريخ سورية وجريمة قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.
وبدأ التمهيد لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق ليل الثلاثاء - الأربعاء، عبر عملية تبادل للأسرى وعدد من الجثامين بين "جيش الفتح" المحاصر لكفريا والفوعة، ومليشيات حزب الله اللبناني والنظام السوري، إذ أطلق الأخير سراح نحو 19 أسيراً مقابل إطلاق "جيش الفتح" سراح أربعة أطفال وثماني نساء من أهالي كفريا والفوعة وثمانية جثامين لقتلى المليشيات، بينهم جثمان لقيادي من حزب الله، يدعى جميل حسين فقيه، المعروف بياسر الطيري، الذي قتل في مواجهات سابقة على أطراف بلدتي كفريا والفوعة. وقد وصل المفرج عنهم والجثث إلى مدينة حلب صباح أمس، الأربعاء.
وأكد مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام"، عماد الدين مجاهد، في حديث مع "العربي الجديد"، إتمام عملية التبادل. وقال إن "جيش الفتح قام بعملية تبادل أسرى مع مليشيات في كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، وتم إخراج 12 معتقلاً للنظام وحلفائه مقابل فك أسر 19 معتقلاً للمعارضة".
وقال الناشط الإعلامي في مضايا، حسام محمود، لـ"العربي الجديد"، إن الباصات الخضر وصلت إلى مشارف مضايا منذ مساء الثلاثاء، ودخلت إليها صباح الأربعاء، وعددها نحو 90 باصاً، لنقل من سيتم تهجيرهم من مضايا وبقين اعتباراً من اليوم، الخميس. ولفت إلى أن "الناس مصابون بنوع من الهستيريا والقهر، ولا يصدقون ما يجري، فقد سبق أن تم الحديث عن التهجير أكثر من مرة ولم يحدث، ولكن اليوم (أمس) عندما شاهدوا الباصات، كانت صدمة كبيرة، فعقب 6 سنوات من الثورة وعامين من الحصار، الناس لا تستطيع أن تتقبل هذا الأمر"، وفق تعبيره. وبيّن أن "عدد المهجرين من مضايا وبقين والزبداني بين مدنيين ومقاتلين يبلغ نحو 2200 شخص، إضافة إلى 158 مقاتلاً من الزبداني، ونحو 150 مقاتلاً من الجبل الشرقي"، لافتاً إلى أنه "سيتم إخراجهم عبر دفعة واحدة إلى الشمال السوري".
ومن جانبه، قال رئيس الهيئة الطبية في الزبداني، عامر برهان، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "نحو 158 مقاتلاً من أبناء الزبداني يستعدون لمغادرة مدينتهم مكرهين، وهم الذين اختاروا الدفاع عن مدينتهم طوال السنوات الماضية". ويحاصر حزب الله والقوات النظامية مقاتلي الزبداني في مساحة لا تزيد عن كيلومتر واحد منذ نحو عامين، وهم آخر المقاتلين الذين تمسكوا بمدينتهم.
اقــرأ أيضاً
وأفاد مصدر من مخيم اليرموك، طلب عدم ذكر اسمه، في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأن "عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام وعائلاتهم الذين من المفترض إخراجهم عقب شهرين من بدء العملية يبلغ نحو 500 شخص"، مبيّناً أنهم "محاصرون في جزء صغير من المخيم، الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي سبق أن أبرم كذلك اتفاقاً مع النظام للخروج من جنوب دمشق إلى مناطق التنظيم في شرق البلاد"، بحسب تأكيد المصدر.
وأشار مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام" إلى أن اتفاق المدن الأربع ينص على "إخراج قرابة 3000 شخص من مضايا والزبداني وبلودان إلى الشمال - الراغبين فقط - وإخراج 1500 أسير وأسيرة من سجون النظام، معظمهم من النساء، وإدخال مساعدات، بالإضافة إلى هدنة في مناطق جنوب دمشق، وأولها مخيم اليرموك المحاصر". وتابع أنه "بعد مدة شهرين يتم إخراج المحاصرين في مخيم اليرموك إلى الشمال، وحل قضية 50 عائلة عالقة في لبنان من أهالي الزبداني ومضايا، وإعلان هدنة في إدلب وتفتناز وبنش ورام حمدان وشلخ وبروما، لمدة 9 أشهر تشمل جميع أنواع القصف المدفعي والجوي، وإخراج كامل سكان كفريا والفوعة على دفعتين"، وفق قوله.
واعتبر القيادي في "هيئة تحرير الشام" أن "الرابح الأكبر في هذا الاتفاق هو الثوار"، متحدثاً عن فشل الوفود التي شاركت في مفاوضات أستانة وجنيف في إخراج بعض الأسرى أو إدخال بضعة سلال إغاثية إلى تلك المناطق، متسائلاً "لماذا يعتبر البعض هذا الاتفاق مجحفاً أو يهدف إلى التغيير الديموغرافي؟". وأشار إلى أنه "لن يخرج من مناطق محيط العاصمة إلا قرابة ثلاثة آلاف شخص فقط"، وتساءل عن سبب امتناع البعض عن الاعتراض تحت حجة رفض التغيير الديموغرافي حين تم "إخراج أكثر من 15 ألف شخص من حي الوعر المحاصر وقبله داريا والهامة وقدسيا ووادي بردى والتل وغيرها؟".
ومن كفريا والفوعة، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن "نحو 120 حافلة وصلت، الثلاثاء، تحت إشراف منظمة الهلال الأحمر السوري، ستعمل على نقل نحو 8000 شخص موجودين في البلدتين، إلى حلب كمحطة أولى". وسبق أن أعلن عن تأجيل الاتفاق بعدما تم الإعلان عنه في المرة الأولى في الرابع من الشهر الحالي، جراء رفض عدد من الأهالي من المدن الأربع القبول بالخروج من مناطقهم، ليؤجل إلى التاسع من شهر إبريل/ نيسان، جراء إشكاليات حول ترتيبات الخروج وتواصل الأصوات الرافضة للاتفاق. وأفادت عدة تقارير بأن ضغوطاً كبيرة مورست على أهالي كفريا والفوعة للرضوخ والقبول بالاتفاق، وخاصة من قبل حزب الله.
يشار إلى أن حزب الله والقوات النظامية كانا قد فرضا حصاراً خانقاً على مضايا وبقين في نهاية عام 2015، عقب تهجير العائلات النازحة من الزبداني إليها قصراً، حتى وصل عدد المدنيين إلى أكثر من 40 ألف مدني جلهم من النساء والأطفال، ليكونوا رهائن مقابل السكان الموجودين في كفريا والفوعة. وتعرض سكان مضايا وبقين خلال الفترة الماضية لشتى أنواع القصف والقنص وسياسة التجويع الممنهج، ما تسبب بموت العشرات منهم جوعاً أو مرضاً.
وبدأ التمهيد لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق ليل الثلاثاء - الأربعاء، عبر عملية تبادل للأسرى وعدد من الجثامين بين "جيش الفتح" المحاصر لكفريا والفوعة، ومليشيات حزب الله اللبناني والنظام السوري، إذ أطلق الأخير سراح نحو 19 أسيراً مقابل إطلاق "جيش الفتح" سراح أربعة أطفال وثماني نساء من أهالي كفريا والفوعة وثمانية جثامين لقتلى المليشيات، بينهم جثمان لقيادي من حزب الله، يدعى جميل حسين فقيه، المعروف بياسر الطيري، الذي قتل في مواجهات سابقة على أطراف بلدتي كفريا والفوعة. وقد وصل المفرج عنهم والجثث إلى مدينة حلب صباح أمس، الأربعاء.
وقال الناشط الإعلامي في مضايا، حسام محمود، لـ"العربي الجديد"، إن الباصات الخضر وصلت إلى مشارف مضايا منذ مساء الثلاثاء، ودخلت إليها صباح الأربعاء، وعددها نحو 90 باصاً، لنقل من سيتم تهجيرهم من مضايا وبقين اعتباراً من اليوم، الخميس. ولفت إلى أن "الناس مصابون بنوع من الهستيريا والقهر، ولا يصدقون ما يجري، فقد سبق أن تم الحديث عن التهجير أكثر من مرة ولم يحدث، ولكن اليوم (أمس) عندما شاهدوا الباصات، كانت صدمة كبيرة، فعقب 6 سنوات من الثورة وعامين من الحصار، الناس لا تستطيع أن تتقبل هذا الأمر"، وفق تعبيره. وبيّن أن "عدد المهجرين من مضايا وبقين والزبداني بين مدنيين ومقاتلين يبلغ نحو 2200 شخص، إضافة إلى 158 مقاتلاً من الزبداني، ونحو 150 مقاتلاً من الجبل الشرقي"، لافتاً إلى أنه "سيتم إخراجهم عبر دفعة واحدة إلى الشمال السوري".
ومن جانبه، قال رئيس الهيئة الطبية في الزبداني، عامر برهان، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "نحو 158 مقاتلاً من أبناء الزبداني يستعدون لمغادرة مدينتهم مكرهين، وهم الذين اختاروا الدفاع عن مدينتهم طوال السنوات الماضية". ويحاصر حزب الله والقوات النظامية مقاتلي الزبداني في مساحة لا تزيد عن كيلومتر واحد منذ نحو عامين، وهم آخر المقاتلين الذين تمسكوا بمدينتهم.
وأفاد مصدر من مخيم اليرموك، طلب عدم ذكر اسمه، في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأن "عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام وعائلاتهم الذين من المفترض إخراجهم عقب شهرين من بدء العملية يبلغ نحو 500 شخص"، مبيّناً أنهم "محاصرون في جزء صغير من المخيم، الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي سبق أن أبرم كذلك اتفاقاً مع النظام للخروج من جنوب دمشق إلى مناطق التنظيم في شرق البلاد"، بحسب تأكيد المصدر.
وأشار مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام" إلى أن اتفاق المدن الأربع ينص على "إخراج قرابة 3000 شخص من مضايا والزبداني وبلودان إلى الشمال - الراغبين فقط - وإخراج 1500 أسير وأسيرة من سجون النظام، معظمهم من النساء، وإدخال مساعدات، بالإضافة إلى هدنة في مناطق جنوب دمشق، وأولها مخيم اليرموك المحاصر". وتابع أنه "بعد مدة شهرين يتم إخراج المحاصرين في مخيم اليرموك إلى الشمال، وحل قضية 50 عائلة عالقة في لبنان من أهالي الزبداني ومضايا، وإعلان هدنة في إدلب وتفتناز وبنش ورام حمدان وشلخ وبروما، لمدة 9 أشهر تشمل جميع أنواع القصف المدفعي والجوي، وإخراج كامل سكان كفريا والفوعة على دفعتين"، وفق قوله.
ومن كفريا والفوعة، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن "نحو 120 حافلة وصلت، الثلاثاء، تحت إشراف منظمة الهلال الأحمر السوري، ستعمل على نقل نحو 8000 شخص موجودين في البلدتين، إلى حلب كمحطة أولى". وسبق أن أعلن عن تأجيل الاتفاق بعدما تم الإعلان عنه في المرة الأولى في الرابع من الشهر الحالي، جراء رفض عدد من الأهالي من المدن الأربع القبول بالخروج من مناطقهم، ليؤجل إلى التاسع من شهر إبريل/ نيسان، جراء إشكاليات حول ترتيبات الخروج وتواصل الأصوات الرافضة للاتفاق. وأفادت عدة تقارير بأن ضغوطاً كبيرة مورست على أهالي كفريا والفوعة للرضوخ والقبول بالاتفاق، وخاصة من قبل حزب الله.
يشار إلى أن حزب الله والقوات النظامية كانا قد فرضا حصاراً خانقاً على مضايا وبقين في نهاية عام 2015، عقب تهجير العائلات النازحة من الزبداني إليها قصراً، حتى وصل عدد المدنيين إلى أكثر من 40 ألف مدني جلهم من النساء والأطفال، ليكونوا رهائن مقابل السكان الموجودين في كفريا والفوعة. وتعرض سكان مضايا وبقين خلال الفترة الماضية لشتى أنواع القصف والقنص وسياسة التجويع الممنهج، ما تسبب بموت العشرات منهم جوعاً أو مرضاً.